في تصعيد لافت للأزمة بين مدريد وكتالونيا أقالت إسبانيا اليوم الجمعة حكومة إقليم كتالونيا وحلت البرلمان هناك ودعت لإجراء انتخابات مبكرة في الإقليم في 21 ديسمبر في محاولة لإنهاء أسوأ أزمة سياسية تمر بها إسبانيا في 40 عاما.
وقال رئيس الوزراء ماريانو راخوي في خطاب بثه التلفزيون “نعتقد أن من الملح الاستماع لمواطني كتالونيا.. لهم جميعا.. حتى يتسنى لنا اتخاذ قرارات بشأن مستقبلهم وحتى لا يتمكن أي شخص من التصرف خارج إطار القانون نيابة عنهم”.
وكان برلمان إقليم كتالونيا اعلن اليوم الجمعة، التصويت لصالح الانفصال عن إسبانيا، وسط احتفالات أقامها عشرات الالاف من انصار الانفصال في برشلونة بعد تجمعهم خارج الحديقة المجاورة لمقر البرلمان.
وعلا التصفيق والفرح الجموع الكبيرة التي هتفت “استقلال” باللغة الكاتالونية بعد قرار البرلمان ثم أدوا بحماسة نشيد كاتالونيا رافعين قبضاتهم.
وجاء الإعلان بالتزامن مع تفعيل مجلس الشيوخ الإسباني للمادة 155 من الدستور لحل الحكم الذاتي في كتالونيا، وتوجيه النائب العام الإسباني تهمة التمرد لرئيس حكومة كتالونيا.
وفي ذات السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن رئيس الوزراء الإسباني دعوته إلى الهدوء وسط مخاوف من تطورات أمنية وسياسية في ظل تفجر الخلاف.
واعتمد برلمان كاتالونيا الجمعة قرارا يعلن أن الإقليم أصبح “دولة مستقلة تأخذ شكل جمهورية” قبل اداء النشيد الانفصالي، في غياب المعارضة.
وجاء في مقدمة القرار الذي أيده سبعون نائبا من أصل 150 اثر اقتراع سري، “نحن نشكل الجمهورية الكاتالونية بوصفها دولة مستقلة وسيدة، (دولة) قانون، ديموقراطية واجتماعية”.
وأيد سبعون نائبا القرار وعارضه عشرة نواب وامتنع عضوان عن التصويت، وفي وقت سابق، غادر معظم نواب المعارضة الجلسة احتجاجا.
ويطلب القرار في حيثياته من حكومة كاتالونيا التفاوض حول الاعتراف بها في الخارج في حين لم تعلن أي دولة دعمها للانفصاليين.
وفور إعلان برلمان كاتالونيا الاستقلال من جانب واحد، أكد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي أن “دولة القانون ستعيد الشرعية في كاتالونيا”.
ودعا الزعيم المحافظ جميع الإسبان إلى “التزام الهدوء” في رسالة حملت توقيعه بالأحرف الأولى فيما كان مجلس الشيوخ يناقش تولي السلطات في كاتالونيا وإقالة قادتها الانفصاليين.
وتعود آخر محاولة لكاتالونيا لإعلان استقلالها إلى العام 1934، حين أعلن رئيسها آنذاك لويس كومبانيس قيام “جمهورية كاتالونية” ضمن “جمهورية فدرالية اسبانية”.