مدونة الأسرة.. الكنبوري: النقاش مع التيار العلماني الحداثي مضيعة للوقت وخسارة للجهد
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “تكشف لنا المقترحات التي أدخلت على مدونة الأسرة في المغرب، دون المقترحات الأخرى التي رفضت بناء على التوجيهات الملكية، عقلية التيار الحداثي العلماني في المغرب بشكل واضح لا غبار عليه. ينطلق هذا التيار من الإيمان الأعمى بالشعارات الكبرى والمصطلحات المغلظة لكنه يكره التفاصيل، إنه يشبه طفلا أعجب بصندوق مغلق مزخرف من الخارج، لكنه لا يعلم أن بداخله ثعابين”.
وأضاف الباحث المغربي في منشور له على حسابه فيسبوك “هذا التيار يدعي فهم المجتمع المغربي لكنه أكثر التيارات جهلا بالواقع. يزعم أن الفقه الإسلامي متخلف عن العصر بينما يعيش هو في جبل عال يتعبد للكلمات المقدسة التي ورثها عن آباء غير شرعيين. يدعي الدفاع عن المرأة لكنه يتحدث عن الزوجة وينسى الأم والأخت والبنت والجدة، المرأة عنده شخص واحد من اثنين، إما زوجة أو مرحومة”.
وأكد الكنبوري “لذلك النقاش مع التيار العلماني الحداثي مضيعة للوقت وخسارة للجهد، لأن الزمن وحده هو من سيقضي عليه. فالمخططات التي يقترحها ويدافع عنها هي التي سترسم نهايته، لأنها لا بد أن تصطدم مع المجتمع عاجلا أو آجلا، وسينقلب المجتمع نفسه على هذا التيار لأنه بدون أفق. وما نراه اليوم من ردود الفعل على مقترحات المدونة يعطينا صورة مصغرة عن هذه النهاية، فردود الفعل اليوم لا تأتي ممن يسمونهم المحافظين، بل من النساء والشباب المتعلم والعامة والمثقفين، ولا تأتي من حزب سياسي كما يحاول هذا التيار أن يوهم نفسه، بل من قاع المجتمع”.
وتابع في نفس منشوره “من أجل ذلك لا ينبغي التوقف كثيرا عند المدونة، فهي في النهاية مجرد نص والنصوص تتغير بمعنى تعود إلى أصلها، بل ما يجب التوقف عنده هو أن المدونة علامة على بداية نهاية التيار العلماني، إذ كلما اقترب من الخطوط الحمر اشتد الحبل على عنقه”.
التيار العلماني في المغرب، حسب الكنبوري “تيار أجنبي وطابور خامس من بقايا الاستعمار القديم، فقد غير الاستعمار القوانين المدنية وأوكل تغيير القوانين الشرعية لهذا التيار، وكما كان الاستعمار لا يستطيع مواجهة الشعب بل يختبئ وراء السلطان لإصدار الظهائر التي يريد كالظهير البربري، يختبئ هذا التيار وراء المؤسسات الدولية لفرض القوانين التي يريد، ولهذا نرى هذا التيار اليوم أكثر جبنا من مواجهة الناس بشكل مباشر وأكثر خوفا من خوض نقاش عمومي أمام المواطنين، لأنه يخشى مقاومتهم، ومن أراد التعجيل بنهايته عليه دعم مطالبه”.
