مدونة الأسرة.. جامعي: الحوار مع “النسوانية” يشبِه حوار الطرشان

هوية بريس- متابعات
قال أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بسطات، عبد الحفيظ اليونسي ضمن منشور له على فايسبوك أن “منطق اشتغال الحركة النسوية في الخمسين سنة الأخيرة تمحور حول فكرة الانتقال من “النحن” النساء كجماعة طبيعية تعرف نفسها ك” جنس” الى فكرة النساء كجماعة اجتماعية “الجندر”، هذا التحول صاحبه خطاب مظلومية يسعى إلى ” جبر الضرر”. وهي مظلومية وجبر ضرر يجب أن يعتمد على الدولة.. لتحقيقه من خلال سياسات وبرامج وقرارات عمومية يتم تنزيلها عن طريق سلطة الإكراه المادي والمعنوي التي تتوفر عليها (وهنا وجه التناقض كيف أن الليبرالية تقوم على أساس قليل من الدولة لكن في مجال السياسات المرتكزة حول الأنثى هناك طلب مكثف على الدولة) “.
وتابع اليونسي ضمن نفس المنشور “بموازاة هذا السعي تعتبر الحركة النسوية أن الأسرة هي مجال إنتاج اللامساواة وأن عمل المرأة دون مقابل في البيت هو أحد أوجه الاستغلال التاريخي المستمر والمتواصل الذي لا بد من القطع معه، من خلال التغيير العميق لهندسة الوظائف والأدوار الاجتماعية وهو تغيير يتم عن طريق آليات التنشئة الاجتماعية المملوكة للدولة أساسا المدرسة ووسائل التأطير والاعلام التقليدي منها أو الحديث، بالتالي لا بد من اعتماد قوانين لإصلاحها بما يتوافق ورؤية المظلومية وجبر الضرر والنضال من أجل كسر سيطرة الرجل على كل المؤسسات سواء الاجتماعية منها أو الدولتية.. اذن جوهر الرؤية النسوانية قائم على فكرة الصراع مع الرجل وهي رؤية مناقضة تماما للرؤية المعتمدة في الإسلام”.
واسترسل “اليوم الحوار مع النسوانية يشبه حوار الطرشان لأنه ينطلق من مسلمات الصراع مع الرجل وأن مظلومية المرأة مرده الأساسي للمرجعية الدينية التي تغذي واقع الظلم وتكرس سيطرة الرجل، بالتالي لابد من المواجهة المباشرة مع هذه الرجعية ولا يهم نص قطعي أو ظني والأصل هو إعمال العقل دون قيود، “للتحرر من قرون من الاستغلال والتهميش”، مع الاستقواء بمؤسسات الدولة والمؤسسات الدولية التي تفرض رؤاها، وهو فرض يجعل من سيادة الدولة كلام في كلام”.
وخلص اليونسي “هل الإسلام غير قادر على رفع بعض مظاهر الظلم الحالَّة بالمرأة سواء داخل الأسرة أو المجتمع أو بالمؤسسات؟ الجواب على السؤال هو في إطار ما ينبغي أن يكون، والجواب عليه يتطلب جهدا نظريا وفكريا، لكن أيضا مؤسسات لتنزيله. وواقعيا و- باختصار شديد- تدبير هذا الوضع مرتبط بموازين القوى بين من يتمترس خلف إمكانيات الدولة الهائلة لفرض قناعاته وبين الغالبية المرتبطة بمرجعيتها التي تملك القدرة الدائمة على إنتاج اليات للمقاومة والممانعة ” .