مراكش.. مشروع جديد يستهدف أطفال التوحد
هوية بريس- و م ع
ما فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ببعدها الإنساني، الاجتماعي والتضامني، والتي توجد حاليا في مرحلتها الثالثة، تولي اهتماما كبيرا للأشخاص في وضعية صعبة، بغض النظر عن أعمارهم، ممثلين في الأطفال الذين يعانون من إعاقة، ولاسيما المصابين بطيف التوحد.
ولم تدخر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بفضل نهجها المبتكر، الذي يتمحور حول النتائج، وبفلسفتها وتركيبتها، جهدا في توفير الوسائل، على الصعيد الوطني، كما على مستوى عمالة مراكش، بهدف وحيد يتمثل في تقديم المساعدة للأطفال الذين يعانون من التوحد، وذلك من خلال إرساء، اعتمادا على تفكير عميق ووفق مقاربة القرب، على صعيد بعض أحياء المدينة الحمراء، بنيات ومراكز موجهة لهذه الفئة من المجتمع، حيث لا تتردد أعداد كبيرة من هؤلاء الأطفال في التوجه إليها، قصد الاستفادة من مختلف الخدمات التي تقترحها.
وتتمثل الغاية النهائية في الحد من معاناة هؤلاء الأطفال، ومساعدتهم ومواكبتهم، بشكل أفضل، من أجل تجاوز إعاقتهم، وخاصة دعمهم لكي يتمكنوا من أن يعيشوا حياة طبيعية، ويندمجوا بسهولة في المجتمع.
ومن بين الأمثلة الصريحة في هذا الإطار، والتي رأت النور بفضل مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، هناك مشروع تهيئة وتجهيز أقسام مندمجة بمدرسة الإمام الرازي الواقعة في “الحي المحمدي”، والذي يندرج في إطار البرنامج الثاني “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”.
وتضمن هذا المشروع، الذي تسييره (جمعية سفراء التوحد)، بناء وتجهيز قاعتين موجهتين للتربية الخاصة، ومطبخ، وفضاء للتأهيل الحسي الحركي للأطفال المصابين بالتوحد، وكذا مرافق إدارية، وهو موجه للأطفال في وضعية إعاقة وأطفال التوحد.
ويعد هذا المشروع، الذي تطلب تعبئة غلاف مالي إجمالي قدره 537ر651 ألف درهم، وفرته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، موزعا على 537ر351 ألف درهم لتمويل التهيئة، و300 ألف درهم لتمويل التجهيزات، ثمرة شراكة بناءة بين المديرية الجهوية للتربية (المواكبة)، والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة (توفير قاعتين، وتأطير ومواكبة ودعم أنشطة الجمعية التي تسيير المشروع)، وجمعية سفراء التوحد (اقتناء التجهيزات والتسيير).
وقالت رئيسة (جمعية سفراء التوحد)، نجيبة الخطاري، في تصريح لقناة (إم24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الجمعية، التي تأسست سنة 2017، تهدف إلى المساهمة في الإدماج الاجتماعي لهؤلاء الأطفال، من خلال تقديم خدمات شبه طبية لهم، مشيدة بالدور الكبير الذي اضطلعت به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لكي يخرج هذا المركز إلى حيز الوجود، وتزويده بأحدث التجهيزات في هذا المجال.
وأوضحت أن جميع الأطفال المسجلين حاليا في هذه البنية يستفيدون من حصص في تقويم النطق والعلاج النفسي الحركي، فضلا عن الرياضة، معبرة عن شكرها الخالص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الجهود الحثيثة التي يقودها جلالته من أجل تكفل أمثل، وتكوين ومواكبة الأطفال المنحدرين من أوساط في وضعية هشاشة ويعانون من إعاقة.
وذكرت السيدة خطاري، وهي أم لطفل مصاب بالتوحد، بأن جمعيتها تعمل، أيضا، على تحسيس وتوعية أسر الأطفال المصابين بهذا المرض، من خلال تكوينات في هذا المجال، معربة عن أسفها لوجود بعض حالات التوحد المعقدة التي يستقبلها المركز.
وتابعت أن “المركز، الذي يستفيد منه حاليا 25 طفلا مصابا بالتوحد، يتوفر على سبعة أطر متخصصة في التربية الخاصة، وأخصائي في تقويم النطق، وآخر في العلاج النفسي الحركي، وطبيب نفساني، فضلا عن أطر إدارية. كما يستعين المركز بمتدربين”، معتبرة أنه “لولا المساهمة المعتبرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما كانت هذه النتائج المشجعة لتتحقق مطلقا”.