مرحبا بالتائبين

07 يناير 2025 21:18

هوية بريس – ذ.نور الدين درواش

على المسلم أن يفرح بكل من تاب من ذنب عظيم كالشرك والكبائر، وإن بقي مقيما على ذنوب أخرى.

فنُبشر ونشجع طمعا في مزيد الإقبال على الله، والقطع مع كل طرق الشر، عملا بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: “يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا” [متفق عليه].

وندعو الله للتائب بالتوفيق لمزيد الخير والصلاح، ولا نقر على ذنب آخر صغير ولا كبير، ولا نكون قطاع طرق بين العصاة وبين التوبة الخاصة والعامة، فنقبل الظاهر ولا ندخل في تحليل النوايا والافتئات على الدوافع، بل نكل السرائر إلى العليم الخبير…
ومن لم يطمئن فلا أقل من أن يسكت ويترك للأيام إيضاح مكنونات الصدور.

والذنوب ليست على وِزَانٍ واحد فليس خطر الشرك كخطر كبائر الذنوب، وليس ترك الصلاة كغيره… وليس خطر ال.شذوذ ونشره وإشاعته والتشجيع عليه كذنب المعازف والموسيقى.

ولا يشترط لصحة التوبة ترك كل ذنب والا تعسرت التوبة، فالصحيح أن من تاب من ذنب صحت توبته بغض النظر عن الذنوب الأخرى إذا كانت من جنس آخر، فمن تاب من الزنا وبقي مقيما على الربا فتوبته من الزنا صحيحة بشروطها ولا يشترط أن يتوب من كل ذنب.

قال الإمام النووي رحمه الله :”وَتَصِحّ التَّوْبَة مِنْ ذَنْب، وَإِنْ كَانَ مُصِرًّا عَلَى ذَنْب آخَر، وَإِذَا تَابَ تَوْبَة صَحِيحَة بِشُرُوطِهَا، ثُمَّ عَاوَدَ ذَلِكَ الذَّنْب، كُتِبَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الذَّنْب الثَّانِي، وَلَمْ تَبْطُل تَوْبَته، هَذَا مَذْهَب أَهْل السُّنَّة فِي الْمَسْأَلَتَيْنِ” [شرح مسلم].

وقال الإمام ابن رجب رحمه الله: “ولهذا كان القول الصحيح الذي عليه السلف، وأئمة السنة أنه يصح التوبة من بعض الذنوب دون بعض، خلافا لبعض المعتزلة” [رسائله].

فننصح كل تائب من المشاهير على مواقع التواصل وغيرهم بالنصح في التوبة والذي يستلزم أمورا ثلاثة:

الأول: تعميم جميع الذنوب بحيث لا تدع ذنبا إلا تناولته.

والثاني: إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار، بل يجمع عليها كل إرادته وعزيمته مبادرا بها.

الثالث: تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها، ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده. [عن الإمام ابن القيم رحمه الله باختصار].

كما نذكر بأن شروط التوبة فيما كان بين العبد وربه ثلاثة:

الأول: الانقطاع عن الذنب.

الثاني: الندم على ما فات. ويستلزم حذف كل المواد السابقة والقنوات الفاسدة التي يمكن حذفها والبراءة ممن ينشر ذلك ويشيعه وإعلان ذلك.

الثالث: العزم على عدم الرجوع إلى الذنب في المستقبل، ومما يعين على ذلك ترك البيئة الفاسدة وترك رفقاء السوء الذين يذكرون بالمعاصي ويزينونها ويسعون لإعادة التائب إليها.

وعلى الصالحين أن يبحثوا عن طرق النصح والتوجيه رعاية لما تم وطمعا في المزيد… وأن يظهروا التشجيع على الخير والترحيب بالتائبين.

والله نسأل ان يهدينا وأن يرد بعصاة المسلمين جميعا إلى طريقه المستقيم وأن يختم لنا ولهم بالحسنى، وأن يجعلنا رحمة على عباد الله المقبيلن عليه العائدين إليه وإن أخطأوا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)[سورة النساء].

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M