من العقيدة إلى السوق: “رواسخ” يكشف الوجه الخفي للكريسماس!

24 ديسمبر 2025 21:28
من العقيدة إلى السوق: "رواسخ" يكشف الوجه الخفي للكريسماس!

هوية بريس – متابعات

سلّط مركز رواسخ الضوء، في فيديو توعوي نشره على قناته الرسمية بمنصة يوتيوب، على التحولات العميقة التي عرفها الكريسماس، متسائلًا عن الكيفية التي انتقل بها من مناسبة دينية داخل الكنيسة إلى ما وصفه بـ«دين استهلاكي» عالمي، تُدار طقوسه اليوم بمنطق السوق لا بمنطق الإيمان.


من العقيدة إلى السوق

وينطلق الفيديو من سؤال مركزي: كيف تحوّل الكريسماس من احتفال ديني محدود إلى ماكينة استهلاك تدرّ تريليونات الدولارات على الشركات العالمية؟

ويبرز الطرح أن العيد لم يعد مرتبطًا بميلاد المسيح عليه السلام، بقدر ما أصبح موسمًا للتسوّق، تُقاس فيه القيمة بعدد الهدايا وحجم الإنفاق، لا بالمعاني الروحية أو القيم الأخلاقية.

رحلة في الجذور التاريخية

ويأخذ مركز رواسخ المشاهد في رحلة تاريخية لتفكيك السردية الشائعة حول الكريسماس، متسائلًا عن حقيقة 25 ديسمبر بوصفه يومًا لميلاد المسيح، ومبرزًا أن هذا التاريخ ارتبط في الأصل بطقوس وثنية شمسية، قبل أن يتم تبنّيه رسميًا في القرن الرابع الميلادي.

كما يتوقف الفيديو عند التحول الرمزي لشخصية القديس نيكولاس، الذي جرى إعادة تشكيله تدريجيًا ليصبح سانتا كلوز بصورته التجارية المعاصرة، في سياق تسليع العيد ونقله من الفضاء الديني إلى الفضاء الإعلاني.

لغز الاحتفال بلا إيمان

ومن النقاط اللافتة التي يثيرها الفيديو ما سمّاه بـ«لغز الاحتفال الثقافي»، مستشهدًا بطرح المفكر البريطاني ريتشارد دوكينز حول احتفال الملحدين بالكريسماس، رغم رفضهم للأسس العقدية للمسيحية، في ما اعتُبر دليلاً على تحوّل العيد إلى ممارسة ثقافية استهلاكية منفصلة عن الإيمان.

الكريسماس بالأرقام

ويركّز الفيديو على الوجه الاقتصادي المظلم للمناسبة، مبرزًا كيف يُدفع ملايين الأشخاص حول العالم إلى الاستدانة أو بيع ممتلكاتهم لمجاراة ضغط الهدايا والإعلانات، في نموذج يعكس هيمنة الرأسمالية على الطقوس الاجتماعية، وتحويل الفرح إلى عبء مالي.

الإغراق الثقافي والفضاء العربي

وفي سياق متصل، يناقش مركز رواسخ ظاهرة الإغراق الثقافي، مبرزًا كيف غزت رموز الكريسماس الأسواق والبيوت العربية، حتى في مجتمعات لا تنتمي دينيًا أو ثقافيًا لهذا العيد، في تعبير عن تمدد «الأمركة» وهيمنة النموذج الاستهلاكي العالمي على الخصوصيات المحلية.

الهوية الإسلامية في مواجهة “دين الاستهلاك”

ويؤكد الفيديو أن الاعتزاز بالأعياد الإسلامية ليس موقفًا انغلاقياً، بل تعبير عن وعي بالهوية ورفض للتحول إلى مجرد مستهلك داخل سوق كونية، داعيًا إلى استعادة المعنى الحقيقي للأعياد بوصفها مناسبات للعبادة، والتكافل، وصلة الرحم، لا مواسم للشراء المحموم.


ويخلص الطرح إلى دعوة تأملية تحت عنوان “Merry Crisis”، مستحضِرًا احتجاجات سنة 2008 ضد جشع الرأسمالية، للتنبيه إلى ضرورة التوقف عن التقليد غير الواعي، وإعادة طرح سؤال: هل نحتفل لأننا نؤمن… أم لأن السوق يريد ذلك؟

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
11°
15°
الخميس
15°
الجمعة
16°
السبت
17°
أحد

كاريكاتير

حديث الصورة