مشروع نفق المغرب-إسبانيا يعود للواجهة بتكلفة ضخمة

هوية بريس – متابعات

عاد مشروع النفق البحري الطموح الذي سيصل بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق إلى دائرة الضوء مجددًا، بعد أن كشفت صحيفة Afrique en Ligne الفرنسية أن تكلفة هذا المشروع العملاق تُقدّر بنحو 30 مليار يورو.

🛠️ إنجاز هندسي يُعيد رسم خارطة المتوسط

الصحيفة الفرنسية أوضحت أن هذا المشروع لا يُمثّل مجرد إنجاز تقني وهندسي استثنائي، بل يحمل أبعادًا جيوسياسية وثقافية عميقة، قادرة على إعادة تشكيل العلاقات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وفتح آفاق جديدة أمام التعاون الأوروبي الإفريقي.

ويمتد النفق لمسافة تقارب 42 كيلومترًا تحت مياه مضيق جبل طارق، ما يجعله محطة مفصلية في مسار حركة التجارة وتنقل الأفراد بين القارتين.

🏗️ شركة ألمانية تُشرف على دراسة الجدوى

وأكد المصدر ذاته أن مهمة إنجاز دراسة الجدوى أوكلت إلى شركة Herrenknecht Iberica الألمانية، الرائدة في مجال تصنيع آلات حفر الأنفاق. ومن المرتقب أن يتم تقديم نتائج هذه الدراسة خلال شهر يونيو الجاري.

وتركّز الدراسة بشكل أساسي على الجوانب الفنية واللوجستية المعقّدة، بما في ذلك:

• طبيعة التربة البحرية في المضيق.

• تقنيات الحفر المناسبة تحت الماء.

• الاستعداد لمواجهة النشاط الزلزالي في منطقة تعرف دينامية جيولوجية نشطة.

كما تلعب أجهزة قياس الزلازل البحرية دورًا أساسيًا في توفير بيانات دقيقة على أعماق تصل إلى 6000 متر، وهي معطيات تُعد حيوية لضمان سلامة المشروع واستدامته على المدى الطويل.

📜 حلم قديم يجدّد نفسه

الصحيفة ذكّرت بأن فكرة إنشاء هذا النفق ليست جديدة، إذ تعود إلى عام 1979 عندما أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني رفقة العاهل الإسباني آنذاك خوان كارلوس الأول.

ورغم أن المشروع تعرّض لتوقف طويل، فقد عاد اليوم بقوة مدعومًا بإرادة سياسية من البلدين لتقوية الروابط الاقتصادية والثقافية بين المغرب وإسبانيا.

🚢 آثار اقتصادية وثقافية عميقة

وفق المعطيات المتوفرة، يُرتقب أن يُسهِم النفق في:

• تسهيل عبور حوالي 13 مليون طن من البضائع سنويًا.

• نقل ما يقارب 12.8 مليون مسافر سنويًا بين ضفتي المتوسط.

ومن شأن هذه الدينامية أن تعزز من السياحة والاستثمارات، وتفتح المجال أمام تعاون ثقافي وتاريخي أوسع، يجعل من النفق رمزًا لعهد جديد من التكامل والتفاهم بين أوروبا وإفريقيا.