مشكلة إصلاح مدونة الأسرة..
هوية بريس – ذ.حماد القباج
في محاضرات “تاريخ مدونة الأسرة” شرحت أن أحكام الأسرة في الإسلام عبارة عن بناء إصلاحي متكامل؛ يحقق مقاصده وأهدافه الإصلاحية والتنموية إذا تم تطبيقه بشكل شمولي.. أما إذا أخذت منه أشياء وتركت أخرى؛ هنا يحرم المجتمع من الأثر الإصلاحي لشرع الله عز وجل؛
ولذلك قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}؛ أي خذوا الإسلام بكل شرائعه.
وقال سبحانه وتعالى: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض. فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب} .
“الخزي في الحياة الدنيا” مفهوم يشمل معاني: الفشل والاضطراب والتعاسة..
لا زال إصلاح المدونة يعاني من مشكلة عويصة؛ وهي اعتماد منهجية التلفيق والتوفيق للجمع بين الوفاء لمرجعية الشعب، والوفاء لأهواء خصوم مرجعيته؛ التلفيق من المذاهب الإسلامية اتباعا للأهواء؛ خطأ منهجي في العمل بالشريعة.. والتوافق مصطلح سياسي يحيل على معنى ايجاد حلول وسط بين رأيين مختلفين؛ وهذا لا يليق مع قطعيات الشريعة.. ولا يسمح بالاستفادة من منهاجها الإصلاحي.. “الاجتهاد في إطار الشرع” يبقى شعارا مفرغا من المعنى إذا طبق وفق منهجية التلفيق والتوفيق ..
تحسين حال الأسرة وضمان كرامة المرأة وحقوقها؛ لن يكتمل إلا في ضوء تحكيم كامل وشمولي لشرع الله عز وجل..
وقد شرحت ذلك وبرهنت عليه بدراسة موسعة معمقة مقارنة ضمنتها كتابي “منزلة المرأة في الإسلام وتعديل مدونة الأسرة” والذي طبع طبعته الثانية قبل نحو سنة تفاعلا مع النقاش في موضوع تعديل المدونة..
وكذلك شرحته في كتابي “المرأة بين الشرع والقانون للفقيه الحجوي: دراسة وتعليق“؛ ومن خلال تلك العروض يظهر جليا أن الاستمرار بمنهجية التلفيق والتوفيق سيعمق الفشل ويزيد من مأساة ومعاناة الأسرة والمرأة؛ وهو ما تتسبب فيه هذه الطغمة العلمانية المستقوية بالخارج..