“مفتي” يجيز إخراج الزكاة عن المخدرات والقنب الهندي.. و”إسلاميون” يبررون التطبيع!

هوية بريس – د.محمد عوام

شرع بعضهم في إرساء دعائم جديدة للإفتاء، وذلك بإيجاد طائفة تفتي بخلاف ما هو محكم في دين الله تعالى، وبخلاف ما هو معلوم من دين هذه الأمة ضرورة، في قالب شيطاني مع لي النصوص، وتمييعها وتأويلها تأويلا فاسدا. وإليكم النماذج:

1- سمعت فتانا “مفتيا” في إذاعة القرآن المغربية يبيح إخراج الزكاة من القنب الهندي، والمخدرات… وأن الذي يزرع النبتة لا شيء عليه، هذه نبتة خلقها الله، والذي يحولها إلى حشيش الشيرا كذلك لا شيء عليه، وإنما الذي يرتكب المخالفة هو المستهلك، ومال الفتان إلى إخراج الزكاة عن المخدرات والقنب الهندي، ولا يبعد عنده حتى على الخمر، لأن الحرام يتعلق بالشارب والمستهلك، وأن الاقتصاد الوطني قائم عليه.

2- سمعنا وقرأنا عن فتان آخر يبيح شراء أضحية العيد عن طريق البنك الربوي، حتى لا يترك عياله بدون أضحية فيتأثرون نفسانيا، وقد رددنا على خزعبلاته.

3- سمعتم وقرأتم عن من أجاز التطبيع مع العدو الصهيوني بحجة المصلحة، وأن لولي الأمر صلاحية في ذلك، ولو كان ذلك على حساب القدس الشريف، وفلسطين كلها، بل على حساب مستقبل الأمة جمعاء. ومع الأسف حين حل التطبيع بالمغرب، نهضت طائفة من التبريريين “الإسلاميين” تلوك الكلام، وتلتمس الأعذار، وتبحث عن المخارج لأكبر إثم حل ونزل، واليوم نرى الطائفة صامتة تدس رأسها في الرمال، مع العلم أن أرجلها بادية ومكشوفة، يراها القاصي والداني.

إننا اليوم أمام مكر خبيث باسم الدين، وباسم أهله، نحن أمام قرمطية وباطنية  جديدة تفسد الدين والدنيا، وتفتي الصهاينة والطغاة المجرمين بما يخالف القطعيات والثوابت والمحكمات، فمعركتنا ينبغي أن تنصب حول هذا، وليس حول ما لا فائدة من ورائه سوى متعة علمية، فصلب النضال اليوم هو الدفاع عن ثوابت الأمة ومحكماتها، وقضاياها المصيرية.

انظروا إلى اليهود كيف أشعلوا نار الحرب في أوكرانيا، ليهجروا اليهود إلى المستوطنات، والعالم الإسلامي وعلماؤه إلا القليل جدا جدا من فطن إلى ذلك. ونحن نبحث عن مكان فرعون هل في مصر أم في اليمن أم في بوزنيقة، يكفي ما عندنا من الفراعنة والطغاة الأحياء، بدل من البحث عن السنن الإلهية واستثمارها، والاهتداء بها، نلهث وراء السراب، وسنظل عطشى، والله المستعان.