مقاطعة موازين
هوية بريس – يوسف الوهابي العلمي
يعرف مهرجان موازين حملة قوية لمقاطعته من أبناء الشعب خصوصا أن المهرجان تصرف عليه ميزانية ضخمة بمساهمة أكبر الشركات في المغرب ويصنف من بين أفضل 6 مهرجانات في العالم على مستوى الغناء والموسيقى، ومقاطعة موازين طبعا ستعرف عزوفا لعموم الجماهير المغربية نظرا لتفاعل المغاربة مع المنشورات الداعية للمقاطعة عبر محطات التواصل الاجتماعي لكن لا يعني ذلك عدم حضور الجمهور بشكل تام لفعاليات المهرجان لأنه يوجد أناس لا تهمهم معانات الشعب المكلوم، والوقوف ضد الانتهازيين ومبذري الأموال على الرقص والترف رغم أن عشرات الآلاف من أبناء الشعب يعانون من الحاجيات الأساسية.
فالغناء والترف عندهم أهم من كل ذلك، فكم من مريض بحاجة للعلاج ولا يجد مالا لعلاجه وكم من أسرة مشردة جائعة تحتاج إلى مأوى وكم من تلميذ يريد أن يكمل دراسته لكن عجز أبويه منعه. لكن هؤلاء أصحاب الضمائر الميتة و الراقصين على واقع أحزان الآخرين لا يهمهم الإنسان المكلوم ولا الإنسانية المفقودة ولا الأموال المنهوبة.
فموازين يستمد قوته من أمثال هؤلاء وطبعا هذه الطبقة من البشر لا يمكن أن تنعدم خصوصا أننا في بلد فيها أزيد من 40 مليون نسمة ما يعني أننا مع مجتمع فيه أشكال وأنماط مختلفة من البشر بعكس مقاطعة المنتوجات التجارية التي تستهدف عموم المغاربة في تجارتها وكانت المقاطعة ضربة قاضية لها ما يعني أن المقاطعة يجب أن تتجه إلى الشركات المدعمة لهذا المهرجان حتى تتحول الأموال إلى من هو في حاجة إليها من المرضى والعاجزين والمشردين وإلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلد، ولكي نجعل هذه الشركات تعرف حقيقة أحزان وآلام عموم الشعب وبالتالي ترشيد الاموال لمستحقيها، وهكذا نتخلص من تبدير الأموال التي تخصص لمهرجانات اللهو والترف والرقص في وطن يصنف في بين أسوء دول العالم في التنمية البشرية والتعلم والصحة… بينما ميزانية المهرجان تنافس كبار الدول في العالم.