منع صلاة العيد.. الدين في قلوب هؤلاء حائطه قصير
هوية بريس – د. رشيد بنكيران
لا لصلاة العيد في المصليات، هكذا جاء القرار صادما بعدما رأى الناس جميعا كيف سمح لمهرجانات كرة القدم أن يجتمع روادها بعشرات الآلاف والآلاف…
نسمع صباح مساء أن العالم أصبح قرية صغيرة، وهذا يقتضي أن ما يقع في أماكن ولو بعيدة منا جغرافيا كأنه وقع عندنا في بلدنا..
وعليه فلا بد من عقد مقارنة بين هنا وهناك، بل بين هنا “أماكن العبادة” وبين هنا “إمكان اللهو”، حيث أصبحنا نعيش في قرية صغيرة، وكل شيء يقع أمام أعيننا وبالألوان الطبيعية، الحقيقة كما هي.
يتساءل المرء كيف أقرت منظمة الصحة العالمية التجمعات في أماكن كرة القدم ورفضت التجمعات في دور العبادة!؟
والأولى تعرف فوضى عارمة غير مسؤولة والثانية تعرف انضباطا محكما ومسؤولا!؟
المقارنة بين المقامين وبين السياستين تفرض نفسها عليك ولو كنت مغيبا أو بليدا!!؟
طيب، دعونا نعقد مقارنة أخرى بين مقامين كذلك وسياستين، ولكن هذه المرة نسائل الوزارة الوصية على الحقل الديني حسب تعبيرها؛ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية:
ما الفرق من حيث الواقع ومن حيث الحذر من وباء “بوعو” بين أن يصلي الناس صلاة العيد في المساجد وبين أن يصلي الناس صلاة الجمعة في المساجد!؟
ألم يكن بالإمكان السماح بهذا حيث لا فرق منطقي، والضرورة الشرعية توجب ذلك!؟
ألم يكن بالإمكان تهيئة فضاءات أوسع لإنجاح صلاة العيد!؟
الجواب معلوم معروف حسب ما ظهر من سلوككم..
الدين عندكم حائطه قصير للأسف، ولهذا تقفزون عليه بسهولة ودون حياء، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: “إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ”.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
احذروا يا مسؤولين من يوم الحساب أمام الله.
حسبي الله ونعم الوكيل في هؤلاء الذين يمنعون صلاة العيد
ما معنى إلغاء صلاة عيد الفطر، وما أن مر ذلك اليوم حتى انفتحت كل الفضاءات وزال الححر،؟! وبعد كل هذا الانفتاح يأتي القرار الصادم والمجحف والوقح في حق شعيرة دينية هي بمثابة سنة مؤكدة لايكتمل العيد إلا بها مع ما يرافقها من تهليل وتكبير ودعاء وابتهال إلى الله، و خطبة وصلاة لا تتجاوز في مجملها نصف ساعة ومرة واحدة في العام،
لنرى إذن كل الدول العربية والإسلامية وغير الإسلامية تقيم صلوات العيد إلا بلادنا وكأنه لا يمت لتاريخه الإسلامي وواقعه كبلد مسلم بأية صلة، وهذه وزراة بلادنا الغريبة المتغربة التي تحاول دائما بقراراتها الشاذة والعاصية لأمر الله تعطيل شعائر ديننا الحنيف والنيل منها بأي مبرر لا يقنع ذي عقل وتفكر، فأي رحمة من الله يرجوها هؤلاء بقراراتهم الشيطانية المجحفة والطائشة التي تستهدف فقط شعائرنا ومشاعرنا الدينية ، اللهم إن هذا منكر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!!