من أشد ما يصيب طالب العلم في مسيره “الوهن” بعد همة ونشاط

هوية بريس – د.عبدالكريم القلالي
من أشد ما يصيب طالب العلم في مسيره “الوهن” بعد همة ونشاط فإذا “تسلل” إليه وتمكن من نفسه أظهر له المهام ثقيلة مستصعبة فيسترخي ويبحث عن مسوغات تهاونه من قبيل “أنا مشغول”.
واعلم أن هناك من هو أكثر شغلا منك وينجز أضعاف ما تنجز، أو “أنا فقير” واعلم أن هناك من هو أكثر فقرا منك ولا يمل من السعي والأمل، أو “عندي أولاد”.
واعلم أن هناك من هو أكثر منك ولدا ويواصل العمل دون تهاون، أو “ما عندي حاسوب”.
واعلم أن هناك من لا يجد ما يشتري به الورق ويكتب ويؤلف، أو “عندي ظروف” والمشكلة ليست في “الظروف” بل في التهاون وضعف الهمة.
عجبا لك تتعب في كتابة بحث خلال سنة أو سنتين، وكثيرة هي كتب المتقدمين التي استغرقت مدة تأليفها أربعين أو خمسين سنة، كابن حجر الذي ألف كتابه “الإصابة” في أربعين سنة! والسيوطي ألف “نواهد الأبكار وشاهد الأفكار” في عشرين سنة!
وقد تقول “تلك أمة قد خلت” وهذا من وهنك أيضا، وصاحب “سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بذكر من أقبر من العلماء والصلحاء بفاس” جمعه في نحو خمسة عشر عاما، وإليك الإمام ابن عاشور وهو من المعاصرين أمضى في تأليف كتابه “التحرير والتنوير” تسعا وثلاثين سنة وستة أشهر ! وشواغله قطعا أكثر من شواغلنا ياصاحبي !
فانفض عنك الوهن والوهم وانهض…



