من هم هؤلاء “الأئمة” حقًا؟ ولماذا يهمّنا أن نعرف؟

08 يوليو 2025 21:29

هوية بريس – إلياس الرشيد

في الأيام الماضية، اهتزّت مشاعر الكثيرين في أمتنا بعد انتشار خبرٍ عن زيارة قام بها وفدٌ قيل إنه “من أئمة أوروبا” إلى رئيس الكيان الصهيوني. هذا الخبر صدم العديد من المسلمين، وأثار مشاعر الغضب والحزن والاستغراب.

لكن المطمئن في الأمر أن ردود الفعل جاءت واضحة وقوية: رفض، واستنكار، وحدود أخلاقية لم تُمس. لقد أظهر كثير من أبناء أمتنا أن قلوبهم ما زالت حيّة، وأنهم يرفضون التطبيع مع الظالمين أو التعامل مع من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء. وهذه اليقظة في حد ذاتها نعمة نشكر الله عليها.

ومع ذلك، هناك أمر دقيق لا بد أن نتوقف عنده: من أين خرج هذا الخبر أولًا؟ من وسائل الإعلام الصهيونية. وما العنوان الذي وضعوه؟ “وفد من أئمة أوروبا في زيارة للرئيس الإسرائيلي”.

وعندما دققنا وتابعنا وتحققنا، وجدنا أن من بين الحاضرين في الوفد، لم يكن في الحقيقة سوى شخص واحد يحمل صفة “إمام”. أما البقية، فهم إما متطوعون أو إداريون في بعض المساجد أو مجرد مصلين لا يحملون أي صفة رسمية.

اقرأ أيضا: هيئة أوروبية تستنكر زيارة بعض المحسوبين على الإمامة والدعوة في أوروبا الكيان الصهيوني

فلماذا إذًا وصفهم الإعلام الصهيوني جميعًا بأنهم “أئمة”؟

الجواب واضح لمن تأمل: إنها ليست زلّة، بل رسالة مقصودة. هم أرادوا تشويه صورة الأئمة، وبثّ الفتنة داخل المجتمعات المسلمة، وزرع الشكوك بين الناس وعلمائهم وأئمتهم. لأن ضرب الثقة في المنبر هو ضَرب للقلب الذي يربط الناس بدينهم.

أعداء الأمة لا يستهدفون الأفراد بقدر ما يستهدفون الرموز. وإذا شكّك الناس في أئمتهم، فمن يضيء لهم طريق الهداية؟
لهذا نقول: لا يكفي أن نعرف من ذهب، بل يجب أن نعرف من كتب الخبر، وكيف قدّمه، ولماذا اختار هذه الصياغة بالذات.

إن أئمتنا الحقيقيين، سواء في مساجد كبرى أو في زوايا صغيرة، لا يرضون لأنفسهم أن يكونوا أداة في أيدي من يقتلون إخواننا ويحتلون أرضنا.

هؤلاء ليسوا أئمة. هذه هي الحقيقة التي يجب أن تُقال.

نسأل الله أن يثبّت قلوبنا، وأن يحفظ وحدة أمتنا، وأن يفرّج عن أهلنا في غزة، ويكشف عنهم ظلم الطغاة والعدوان.

اقرأ أيضا: اسجدوا عند عتبة القاتل الجلّاد إن رضي عنكم

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
19°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة