مواجهة كلامية بين رئيسيْ فيسبوك وآبل.. فما السبب؟
هوية بريس – وكالات
تعتبر فيسبوك وآبل من كبرى شركات التقنية في العالم رغم اختلاف نماذج أعمالهما كثيرا، فالأولى تركز على الخدمات والثانية على المنتجات، لكن مع ذلك فالمنافسة بينهما كبيرة، وتبرز دائما على شكل انتقادات متبادلة، وتكون آبل عادة البادئة، ولذلك كانت فضيحة تسرب بيانات خمسين مليونا من مستخدمي فيسبوك فرصة كبيرة لها لانتقاد مواطنتها.
ففي تصريح له قبل أيام، هاجم الرئيس التنفيذي لآبل “تيم كوك” بشدة فيسبوك ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ مشددا على ضرورة وجود تنظيم يحد من قدرة فيسبوك وغيرها من الشركات على استخدام بيانات العملاء.
وقال كوك -في تصريح لموقع ريكود المعني بشؤون التقنية- إنه يفضل أن تقوم فيسبوك وآخرون بكبح استخدام البيانات الشخصية لبناء “تلك الملفات التفصيلية عن الناس والتي يتم جمعها من مصادر متعددة”.
وعبر عن اعتقاده بأن “أفضل تنظيم هو عدم وجود تنظيم، وهو التنظيم الذاتي”. لكنه أضاف “مع ذلك، أعتقد بأنه فات الأوان على هذا الآن”.
كما هاجم كوك نموذج أعمال فيسبوك الذي يرى أنه يستغل المستخدمين باعتبارهم المنتج أو السلعة، وقال “في الحقيقة، يمكننا جني أطنان من المال إذا استثمرنا عملاءنا، إذا كان عميلنا هو منتجنا. لكننا اخترنا عدم القيام بذلك”.
وفي رد على سؤال لموقع ريكود: ما الذي سيفعله لو كان مكان الرئيس التنفيذي لفيسبوك زوكربيرغ، قال كوك “لن أكون في هذا الموقف”.
رد الهجوم
تصريحات كوك تلك، لم تكن لتمر مرور الكرام على زوكربيرغ المعروف بأنه المُحدِّد الرئيسي لسياسة فيسبوك، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها آبل شركته، فرد على كوك واصفا تعليقاته بأنها “سطحية للغاية، ولا تتماشى مع الحقيقة على الإطلاق”.
واعتبر زوكربيرغ -في تصريح على بودكاست لقناة فوكس الأميركية أمس الاثنين- أن حجة كوك غير عادلة لأن فيسبوك تستخدم عائدات الإعلانات لتحافظ على مجانية منصتها للمستخدمين.
وقال “الحقيقة هنا أنه إذا كنت ترغب في بناء خدمة تساعد على ربط كل الأشخاص في العالم، فسيكون هناك كثيرون لن يستطيعوا الدفع للحصول عليها، ولهذا، كما هو حال وسائل إعلام كثيرة، فإن وجود نموذج مدعوم بالإعلانات هو النموذج المنطقي الوحيد الذي يمكن أن يدعم بناء هذه الخدمة للوصول إلى الناس”.
وأكد رئيس فيسبوك أنهم مع ذلك يركزون على “خدمة الناس” وأنه يتخذ كافة قرارات الشركة استنادا إلى ما يهم مجتمع فيسبوك مع تركيز أقل على الجانب الإعلاني في مجال العمل، على حد قوله.
وغمز زوكربيرغ بقناة آبل من جهة أسعار منتجاتها الباهظة، حين قال إنه يذكر مقولة ممتازة لـ جيف بيزوس (المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون) عند إطلاق حاسوب كيندل قبل سنوات قال فيها “هناك شركات تعمل بجد لتجعلك تدفع أكثر، وهناك شركات تعمل بجد لتجعلك تدفع أقل” وإنهم في فيسبوك من الفئة الثانية التي لا تجعلك تدفع أقل فحسب وإنما تقدم خدمة مجانية يمكن للجميع استخدامها، حسب قوله.
وزاد من حده هجومه على آبل بقوله “أعتقد أنه من المهم ألا نصاب جميعا بمتلازمة ستوكهولم (حيث تقع الضحية في غرام جلادها) فنترك الشركات التي تعمل بجد كي تجعلك تدفع أكثر وتقنعك أنها فعليا تهتم بأمرك أكثر. أن هذا يبدو سخيفا بالنسبة لي”.
يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتورط فيها الشركتان بحرب كلامية متبادلة تكون آبل البادئة فيها، فقد سبق أن وجه كوك انتقادات مماثلة لفيسبوك وغوغل عام 2015، كما سبقه الرئيس التنفيذي الراحل لآبل ستيف جوبز عام 2010 عندما قارن طريقة آبل في الحفاظ على خصوصية المستخدمين مع منافسين مثل غوغل، حسب الجزيرة.