هذا تحدينا لكم، فهاتوا برهانكم إن كنتم زاعمين.. (التحدي الثاني)

هوية بريس – محمد بوقنطار
بعد عقدين من الزمن شاء الله أن يطلق قاضي الأسرة بطلب من الزوجة ومبادرة منها وقد رفعت قضية للتطليق للشقاق، لينهي علاقة صديقي بزوجه وهو المكره لا البطل، بعد أن فشلت جميع المساعي الحميدة، واتسع الخرق على راتق الخير وباغيه، حفظا للأعراض، وتحصينا للأبضاع، وحماية لحقوق نسمات الصلب من ضحايا الانفكاك الأسروي…
ومرت الأيام، ودارت الأيام، وانطلق كل إلى حال سبيله، وقد جرّب صديقي حظه في سياق بحثه عن بديل صالح تحت طائلة طلب ملح من أحد المقربين منه، فوضع اسمه ورابط التواصل الاجتماعي الشخصي معه على مضض واستحياء منه في إحدى المواقع النسائية المليء الناضح المتقصف بأنواع وأضراب وأصناف وأسراب الراغبات في تحصين أنفسهن بدءا بسن العشرين ومرورا بالثلاثين والأربعين إلى ما بعد الخمسين، إنهن معشر الملحات في طلب الزواج، المُصرات حد هدر الغنج النسائي المعهود منهن في العلن، ولقد تفاجأ صديقي بسيل عرم من الرسائل تصله بترادف مخموم محموم على هاتفه آناء الليل وأطراف النهار، تحكي فيه المتصلات رغبتهن في الزواج دون شرط ولا قيد ولا عِنْدٍ، اللهم شرط التقوى ومخافة الله، ولا كلام لهن عن باءة الإنفاق ولكأنهن في سوق لزواج المسيار، فخرج صديقي من هذه المواقع خائفا يترقب وفر هاربا ولم يعقّب، على تخمة أتعبت وجدانه وصيّرته سادرا متحيرا، لا يدري يمينه من شماله ولا رأسه من قدميه…
إنه واقع ما له من دافع، وإنها لمأساة غير ملتفت لها، وأزمة لطالما ضرب الفصيل النسائي الحداثي صفحا عن التعرض إلى تفاصيلها المقرفة، بل نراه ينكرها في جحود، ويتجاوزها في عناد وصدود، والعجيب الغريب أنهن أنفسهن على الغالب يعشن تفاصيلها ويعانين من نبزها المقرف، نبز ورمي “العوانس، البايرات”…
ولعل أرقام العوانس وطابور المطلقات ورصيد الأرامل، كلها قرائن ومعطيات أرقام يجب أن تأخذ حيزا من تفكير وتنظير وتشخيص كل غيور على حال أمته المكلومة، وهي نفسها الأرقام التي نود على عمد أن ننطلق من رصيدها المدخون لنفتح باب التحدي في درجته المتقدمة، الموغلة في فضح المدّعين الزاعمين الدفاع عن حقوق المرأة جنسا ونوعا، ونقول لهم ولهن تمحيصا لدعواهم، واختبارا لمزاعمهم، هلموا لنستفتي معشر بنات ونساء الوطن دون رجاله، ونعرض عليهن على الحصر والقصر مشروعكم الحداثي، ومطالبكم وتعديلاتكم الحائفة وأطروحاتكم الزائفة، لتروا عبر مرآة المرأة المغربية المسلمة المكافحة كذبة ركزكم، وبشاعة منظركم، وحقارة تدليسكم، ودناءة تحركاتكم، وإنه لرهان نملك على فشلكم في مضماره ألف برهان وبرهان.



