هل ازدراء وسب الدين الإسلامي من الحرية؟
هوية بريس – د.محمد عوام
بداية أقرر لأولئك المغفلين والأيديولوجيين المتغطرسين من العلمانيين واللادينيين أن الغرب الذي جعلتموه قبلتكم، وأفكاره مرجعيتكم، وقوانينه مواثيقكم لا يؤمن بالحرية الحقيقية، وإنما هي حرية مزيفة وحيوانية بهيمية.
وجاءت أحداث غزززة لتكشف وجهه الصليبي الحاقد، فرأينا كيف تتدخل السلطات في الغرب وأمريكا لمنع ومعاقبة واعتقال كل من يرفع العلم الفلسطيني، وكيف نزلت العصي والهراوات على أجساد المتظاهرين في أمريكا وألمانيا وفرنسا…
ثم لا ننسى أن الغرب لا يقبل مناقشة علمية للهلوكوست وحاكموا لإجلها جارودي رحمه الله، وسحبت فرنسا الدكتوراه من أحد الفرنسيين عندما ناقش الهلوكوست. كما أنها أقامت الدنيا ولم تقعدها ضد الفتيات المحجبات.
وقد أخبرني بعض أصدقائي من ألمانيا أن مناقشة القضية الفلسطينية واليهودية والهلوكوست من المحظورات عندهم وعلى حد تعبيرهم من المستحيلات.
هذا هو الغرب، وهذه هي حريته المزيفة.
طيب لنرجع إلى السؤال، فالعلماني يقدس الغرب، ولا يناقش ما يصدر عنه، بل أصبح عنده دينا واعتقادا، لكنه في الوقت ذاته يتهجم على الإسلام، فيسخر من آياته، ويزدري أحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم، ويتهم علماءه ودعاته بالتخلف والهمجية والإرهاب، فهل ازدراء الدين ومقدسات المسلمين من الحرية أم من الحرابة؟!!
والغريب من هؤلاء لا يستطيعون البتة السخرية أو الاستهزاء أو الطعن في الحاكم، وإن كان هذا نفسه لا يجوز، لكنهم يجدونه سهلا في إبداء ذلك عن الإسلام.
ونحن نقول لهؤلاء العلمانيين وبعض المواقع المتصهينة التي تدافع عنهم إن الدين الإسلامي من المقدسات لا يجوز المساس به بالسخرية والازدراء ومما هو من هذا القبيل، فهذا يعتبر شرعا كفرا بواحا، وفي القانون جناية. لا يجوز للدولة المسلمة السكوت عن ذلك، ولا ينبغي للعلماء أن يصمتوا ويتفرجوا من غير نكير.
فالاستهزاء بالدين ليس من الحرية في شيء، وإذا كانت لكل دولة مقدساتها التي يحترمها مواطنوها، فإن أقدس مقدسات المسلمين هو إسلامهم، ونبيهم صلى الله عليه وسلم، واحترام صحابته الكرام رضوان الله عليهم. فتستر العلمانيين وراء الحرية لمهاجمة الإسلام سرعان ما ينكشف، بل إن هؤلاء لما استفردوا بالحكم في بعض الدول كانوا ومازالوا أشد كفرا بالحرية، وأكبر عدو لها.
وختاما أريد أن أنبه هؤلاء البلداء ليقرأوا التاريخ، حتى يعرفوا من يناطحون، الإسلام العملاق لا تهزمه صراصير أروبا، ولا أقزام أسيا، بل هو آخذ في طريقه نحو أروبا يتوسع بصفائه ونقائه.
قال تعالى: “قل موتوا بغيظكم لن تنالوا خيرا”..