هل الدين أفيون الشعوب؟
هوية بريس- متابعة
قال د. إدريس الكنبوري، المفكر والباحث المغربي، إن “مقولة “الدين أفيون الشعوب” لماركس ما زالت منتشرة بين بعض الناس الذين يعيشون خارج العصر؛ ويعتبرونها مقولة صحيحة مع أن الزمن تجاوزها حتى في الغرب نفسه حيث أطلقها كارل ماركس وهو يصف وضع المسيحية والكنيسة. وتعتبر هذه المقولة واحدة من المغالطات الكبرى التي تعكس تبعيتنا الثقافية للغرب دون تفكير”.
وأضاف الكنبوري: “لقد كان الدين أفيون الشعوب في أوروبا لأن الكنيسة كانت تملك سلطة سياسية على الناس وتتحالف مع الدولة؛ فكانت تخدر المواطنين بالاكاذيب والجنة والنار حيث حولت ذلك إلى تجارة لبيع صكوك الغفران؛ فمن يدفع المال للكنيسة لن يدخل النار لأنها بيد البابا. فهل هذا هو الوضع في الإسلام؟”.
وتابع الكاتب المغربي: “المسيحية كانت سلطة بيد الكنيسة ضد الشعوب والشعوب لم تكن تستطيع المقاومة؛ أما في الإسلام فالدين كان بيد الشعوب؛ وكانت تحتج به على السلطة؛ وكانت تقاوم به. المسلمون كانوا يعرفون النهي عن المنكر والأمر بالمعروف؛ بينما المسيحية لم تعرف ذلك؛ لأن المنكر والمعروف كان بيد الكنيسة فكانت تخيف بهما الشعوب؛ أما في الإسلام فإن الدين كانت الشعوب هي التي تخيف به السلطة؛ ولذلك ظهرت مئات الحركات المتمردة والثورية باسم الإسلام في التاريخ. فالوضع في الإسلام مقلوب مقارنة بالمسيحية؛ ولكن لدينا عقولا مقلوبة مقارنة بالبشر السوي”.
وقال: “اليوم لم يعد الدين أفيون الشعوب. أفيون الشعوب اليوم هو الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؛ وقيم الاستهلاك؛ والجنس. هذه هي أنواع الأفيون الجديدة التي تخدر العقول وتتلاعب بغرائز البشر وتتحكم في ميوله. نحن ندعي الحداثة ولكننا نفكر بطريقة قديمة”.