هل تسعى ألمانيا لابتزاز تركيا بمشروع “مذابح الأرمن”؟
هوية بريس – متابعة
الجمعة 27 ماي 2016
أكد الكاتب والمحلل السياسي المصري ، السيد أبو داود، أن إقدام البرلمان الألماني علي مناقشة قرار خاص باتهام تركيا بما يُعرف بـ”مذبحة الأرمن ومسئولية الدولة العثمانية ” هو محاولة ألمانية لابتزاز تركيا وتليين موقفها حيال مسألة التأشيرات والاتحاد الأوربي.
وينكب نواب ألمان على إعداد مشروع قرار يعترف بتعرض الأرمن للإبادة من قبل الأتراك، خلال حكم السلطنة العثمانية قبل نحو مئة عام. وتقدم الائتلاف الحكومي الذي يضم اليمين واليسار على حد سواء، بمشروع القرار بالتعاون مع حزب الخضر المعارض. وإذا ما أقر مجلس النواب القرار، قد تتعرض العلاقات التركية الألمانية لهزة شديدة.
وأشار المحلل السياسي السيد أبو داود في تصريحه لموقع “مفكرة الإسلام” إلى أن ألمانيا تسعى منذ فترة لملاعبة تركيا وابتزازها بشتى الطرق ومهاجمتها رغم تمتع تركيا بقيادة وطنية أتعبت الأوربيين، ورغم كم الانتقادات التي وجهتها المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل إلى الرئيس أردوغان نفسه، إلا أن الموقف التركي “يغيظ ويُربك” كافة رؤساء العالم، حسب كلام أبو داود؛ لأن رئيسها رجل ذو مراس ورئيس وطني.
وأشار سيد أبو داود إلى أن أوربا تحاول إلصاق التهم للغير في الوقت الذي أُلصقت بهم كل تُهم الإبادة التي كانت علي مرأى ومسمع العالم، فلا يمكن نسيان ما فعلته بريطانيا مع الهنود أو باكستان أو في إفريقيا كمصر وغيرها من قتل وإباده وكذلك فرنسا وما قامت به في الجزائر، ولذلك فإثارة موضوع إبادة الأرمن لا يُخرجه إلا كل صاحب هوى وغرض ممن ارتكبوا هذه الجرائم ويريدون إلصاقها في تركيا كراهة في الدولة المسلمة التي يرفضون ويحاولون عرقلة دخولها الاتحاد الأوربي خاصة أنها تذكرهم بالدول العثمانية التي صالت وجالت في كل الممالك الأوربية ولا توجد دولة أوربية إلا وفيها شواهد عثمانية.
وأردف الخبير في الشئون التركية بقوله: إن البلدين تربطهما علاقات تجارية ولذلك فإن القرارات العشوائية التي تخرج علينا من آن لأخر سواء من برلمان ألماني أو فرنسي أو أوربي لن تضر تركيا، فهي دولة عضو في حلف شمال الأطلنطي، وبالتالي فإن قرار ألمانيا مردود عليها لان محصلته لن تصل إلى إزالة تركيا من الخريطة العالمية أو إعطائها للأرمن أو حتى دفع تعويضات لهم.
وختم أبو داود تصريحاته بالتأكيد على أن مسالة الأرمن يجب أن يعرفها كل المسلمين بدقة بعيدا عن المزيدات ووسائل الإعلام المأجورة، فالأرمن كانوا يخضعون للحكم العثماني ثم خرجوا عليهم وأرادوا قتال الدولة العثمانية وحملوا السلاح ضدهم، وهنا حدث القتال وراح ضحايا من الجانبين وليس كما يصور الغرب صاحب الألة الإعلامية بحرب إبادة للأرمن؛ فالسياسة في أوربا ليست كما نتصورها نحن نقية ومبرءة وإنما هي في نظر الأوربيين مُسخرة لمصالح هذه الدول بصرف النظر عن المنطق والحقيقة ووقائع التاريخ.