هل قصر القامة وانحناء الظهر “مصير محتوم” مع التقدم في السن؟
هوية بريس – وكالات
قد يظن البعض أن قصر القامة أو انحناء الجسم أمرٌ حتمي مع التقدم في السن، إلا أن اختصاصية الروماتيزم في مستشفى “كليفلاند كلينك” آبي جي أبيلسون تؤكد أنه ليس حالة مرضية حتمية؛ بل مؤشر على الإصابة بمرض هشاشة العظام، الذي يمكن الوقاية منه أو تأخير الإصابة به.
وأوضحت اختصاصية الروماتيزم أن هشاشة العظام تعد حالة مرضية تضعف العظام وتعرضها لخطر الإصابة بالكسور المفاجئة وغير المتوقعة. ووفقا للمؤسسة الدولية لهشاشة العظام، فإن هذا المرض يعد أكثر أمراض العظام شيوعا؛ إذ يصيب واحدة من كل 3 نساء، وواحدا من كل 5 رجال فوق سن 50 في جميع أنحاء العالم.
كسور مؤلمة
وأضافت أبيلسون -عضو الكلية الأميركية لأمراض الروماتيزم- أن مرض هشاشة العظام يتطور غالبا من دون أية أعراض أو آلام، وعادةً لا تُكتشف الإصابة به حتى يتسبب ضعف العظام في كسور للمريض. وتحدث معظم هذه الكسور في مناطق الورك والمعصم والعمود الفقري، التي يمكن أن تكون خطيرة للغاية، خاصة كسور الورك والعمود الفقري؛ لأنها غالبا تسبب آلاما مزمنة وإعاقة، كما أن الكسور في هاتين المنطقتين يمكن أن تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد لدى المريض مقارنة مع غيرها.
وأوضحت أبيلسون أنه حتى سن 30 تقريبا تكون عملية بناء العظام لدى الأفراد أكثر نشاطا مقارنة بفقدانها، إلا أنه بعد سن 35 يصبح فقدان العظام أسرع مقارنة مع عملية بنائها، مما يؤدي إلى فقدان تدريجي لكتلة العظام، وفي حال كان الأفراد مصابين بهشاشة العظام فإنهم يفقدون كتلة العظام بمعدلات أكبر، ولدى السيدات يتسارع معدل تراجع العظام بشكل أكبر بعد انقطاع الطمث.
ونوّهت الاختصاصية إلى أن فرص الإصابة بهشاشة العظام تكون أكثر مع التقدم في السن، لكن هناك مجموعة من الخطوات يمكن أن تساعد في الوقاية من هذه الحالة وتجنبها.
هشاشة العظام وفقدان الطول
وعن الرابط بين هشاشة العظام وفقدان الطول، أوضحت أبيلسون أن فقدان القليل من الطول مع التقدم في العمر يعد أمرا طبيعيا؛ لأن الأقراص بين فقرات العمود الفقري تتسطح، إضافة إلى أن العضلات تبدأ خسارة كتلتها وتضيق المسافات بين المفاصل، إلا أن فقدان الطول على نحو ملحوظ يمكن أن يشير إلى الإصابة بهشاشة العظام.
ونوّهت الدكتورة أبيلسون إلى الاعتقاد الخاطئ والسائد بين كثير من الناس بأن فقدان الطول هو دائما أمر طبيعي، مشيرة إلى أن فقدان نصف بوصة أو 3 أرباع البوصة (أقل من 2 سنتيمتر) قد يكون أمرا طبيعيا، ”لكنني رأيت مرضى يقولون إنهم فقدوا اثنين أو 3 أو 4 بوصات من طولهم، واعتقدوا أن ذلك نتيجة طبيعية للشيخوخة، لكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك”.
كيفية تجنب فقدان العظام
ولفتت أبيلسون إلى أن هناك العديد من الأدوية الآمنة والفعالة حاليا لمنع الكسور الناتجة عن هشاشة العظام، ولكن من المهم أيضا للمرضى العمل على منع فقدان العظام والكسور من خلال معالجة عوامل الخطر، التي يمكن السيطرة عليها.
ووفقا للاختصاصية، فإن النظام الغذائي ونمط الحياة المتّبع يشكلان اثنين من عوامل الخطر الأكثر أهمية، التي يمكن للأفراد التحكم فيها للوقاية من هشاشة العظام. ويعني ذلك الحرص على اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم بشكل دائم ومستمر، ويجب أن يحرص الأفراد على الحصول على 1200 مليغرام من الكالسيوم يوميا للمساعدة في منع فقدان العظام.
كما يمكن أن يلعب النشاط البدني المنتظم دورا مهما في حماية العظام وتقويتها، لا سيّما التمارين والأنشطة، التي تجعل العضلات تعمل ضد الجاذبية، مثل المشي والركض والتمارين الهوائية ورفع الأثقال، ويجب على الأفراد أيضا تجنب التدخين.
كسر في الورك
وأضافت الدكتورة أبيلسون أنه “بالإضافة إلى ذلك، من المهم للغاية اكتشاف المشاكل وتشخيصها مبكرا؛ حيث إنه في بعض الحالات يمكن أن تتسبب الكسور في معاناة مزمنة تستمر مدى الحياة. ومن المرجح أن تؤدي الإصابة بكسر في الورك إلى وفاة المريض في العام التالي، كما أن كسر العمود الفقري يمكن أن يؤدي أيضا إلى الوفاة، ولهذا ينبغي أن نكون أكثر استباقية بشأن تشخيص المشاكل في وقت مبكر”.
واختتمت الدكتورة أبيلسون “بالنسبة للسيدات، يجب بدء فحص كثافة العظام بعد انقطاع الطمث، أي في منتصف إلى أواخر الأربعينيات من العمر، بينما ينبغي أن يبدأ الرجال إجراء الفحوص في منتصف الستينيات من العمر، كما أنه من الجيد للغاية الحصول على تقييم لكثافة العظام إذا أصيب الشخص البالغ بأي كسر في العظام.
المصدر: الجزيرة.