هل قصر القامة وانحناء الظهر “مصير محتوم” مع التقدم في السن؟

27 أكتوبر 2022 02:18

هوية بريس – وكالات

قد يظن البعض أن قصر القامة أو انحناء الجسم أمرٌ حتمي مع التقدم في السن، إلا أن اختصاصية الروماتيزم في مستشفى “كليفلاند كلينك” آبي جي أبيلسون ‫تؤكد أنه ليس حالة مرضية حتمية؛ بل مؤشر على الإصابة بمرض هشاشة العظام، الذي يمكن الوقاية منه ‫أو تأخير الإصابة به.‫

‫وأوضحت اختصاصية الروماتيزم أن هشاشة العظام ‫تعد حالة مرضية تضعف العظام وتعرضها لخطر الإصابة بالكسور المفاجئة وغير ‫المتوقعة. ووفقا للمؤسسة الدولية لهشاشة العظام، فإن هذا المرض يعد أكثر ‫أمراض العظام شيوعا؛ إذ يصيب واحدة من كل 3 نساء، وواحدا من كل 5 ‫رجال فوق سن 50 في جميع أنحاء العالم.

كسور مؤلمة
‫وأضافت أبيلسون -عضو الكلية الأميركية لأمراض الروماتيزم- أن مرض هشاشة ‫العظام يتطور غالبا من دون أية أعراض أو آلام، وعادةً لا تُكتشف الإصابة ‫به حتى يتسبب ضعف العظام في كسور للمريض. وتحدث معظم هذه الكسور في ‫مناطق الورك والمعصم والعمود الفقري، التي يمكن أن تكون خطيرة للغاية، ‫خاصة كسور الورك والعمود الفقري؛ لأنها غالبا تسبب آلاما مزمنة ‫وإعاقة، كما أن الكسور في هاتين المنطقتين يمكن أن تؤدي إلى مشاكل طويلة ‫الأمد لدى المريض مقارنة مع غيرها.

‫وأوضحت أبيلسون أنه حتى سن 30 تقريبا تكون عملية ‫بناء العظام لدى الأفراد أكثر نشاطا مقارنة بفقدانها، إلا أنه بعد سن 35 ‫يصبح فقدان العظام أسرع مقارنة مع عملية بنائها، مما يؤدي إلى فقدان ‫تدريجي لكتلة العظام، وفي حال كان الأفراد مصابين بهشاشة العظام فإنهم ‫يفقدون كتلة العظام بمعدلات أكبر، ولدى السيدات يتسارع معدل تراجع ‫العظام بشكل أكبر بعد انقطاع الطمث.

‫ونوّهت الاختصاصية إلى أن فرص الإصابة بهشاشة العظام تكون أكثر مع التقدم في السن، لكن هناك مجموعة من ‫الخطوات يمكن أن تساعد في الوقاية من هذه الحالة وتجنبها.

إنفوغراف قلة النوم تزيد خطر إصابة النساء بهشاشة العظام

‫هشاشة العظام وفقدان الطول
‫وعن الرابط بين هشاشة العظام وفقدان الطول، أوضحت أبيلسون أن ‫فقدان القليل من الطول مع التقدم في العمر يعد أمرا طبيعيا؛ لأن الأقراص ‫بين فقرات العمود الفقري تتسطح، إضافة إلى أن العضلات تبدأ خسارة ‫كتلتها وتضيق المسافات بين المفاصل، إلا أن فقدان الطول على نحو ملحوظ ‫يمكن أن يشير إلى الإصابة بهشاشة العظام.

‫ونوّهت الدكتورة أبيلسون إلى الاعتقاد الخاطئ والسائد بين كثير من الناس ‫بأن فقدان الطول هو دائما أمر طبيعي، مشيرة إلى أن فقدان ‫نصف بوصة أو 3 أرباع البوصة (أقل من 2 سنتيمتر) قد يكون أمرا طبيعيا، ‫”لكنني رأيت مرضى يقولون إنهم فقدوا اثنين أو 3 أو 4 بوصات من ‫طولهم، واعتقدوا أن ذلك نتيجة طبيعية للشيخوخة، لكن في الحقيقة الأمر ‫ليس كذلك”.

‫كيفية تجنب فقدان العظام
‫ولفتت أبيلسون إلى أن هناك العديد من الأدوية الآمنة والفعالة ‫حاليا لمنع الكسور الناتجة عن هشاشة العظام، ولكن من المهم أيضا للمرضى ‫العمل على منع فقدان العظام والكسور من خلال معالجة عوامل الخطر، التي ‫يمكن السيطرة عليها.

ووفقا للاختصاصية، فإن النظام الغذائي ونمط الحياة المتّبع يشكلان ‫اثنين من عوامل الخطر الأكثر أهمية، التي يمكن للأفراد التحكم فيها ‫للوقاية من هشاشة العظام. ويعني ذلك الحرص على اتباع نظام غذائي غني ‫بالكالسيوم بشكل دائم ومستمر، ويجب أن يحرص الأفراد على الحصول على 1200 ‫مليغرام من الكالسيوم يوميا للمساعدة في منع فقدان العظام.

كما يمكن أن ‫يلعب النشاط البدني المنتظم دورا مهما في حماية العظام وتقويتها، لا ‫سيّما التمارين والأنشطة، التي تجعل العضلات تعمل ضد الجاذبية، مثل ‫المشي والركض والتمارين الهوائية ورفع الأثقال، ويجب على الأفراد أيضا ‫تجنب التدخين.

كسر في ‫الورك
‫وأضافت الدكتورة أبيلسون أنه “بالإضافة إلى ذلك، من المهم للغاية اكتشاف ‫المشاكل وتشخيصها مبكرا؛ حيث إنه في بعض الحالات يمكن أن تتسبب الكسور ‫في معاناة مزمنة تستمر مدى الحياة. ومن المرجح أن تؤدي الإصابة بكسر في ‫الورك إلى وفاة المريض في العام التالي، كما أن كسر العمود الفقري يمكن ‫أن يؤدي أيضا إلى الوفاة، ولهذا ينبغي أن نكون أكثر استباقية بشأن تشخيص ‫المشاكل في وقت مبكر”.

‫واختتمت الدكتورة أبيلسون “بالنسبة للسيدات، يجب بدء فحص ‫كثافة العظام بعد انقطاع الطمث، أي في منتصف إلى أواخر الأربعينيات من ‫العمر، بينما ينبغي أن يبدأ الرجال إجراء الفحوص في منتصف الستينيات ‫من العمر، كما أنه من الجيد للغاية الحصول على تقييم لكثافة العظام إذا ‫أصيب الشخص البالغ بأي كسر في العظام.

المصدر: الجزيرة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M