هل يتحمل المشهد السياسي عيار بنكيران؟!

02 مايو 2025 21:17

هوية بريس – د.أحمد الشقيري الديني

جوابا على سؤال العنوان أقول:

المشهد السياسي المغربي هش ولا يتحمل عيار ثقيل مثل بنكيران..!

هناك متضررون من إعادة انتخاب الأمين العام للحزب الأستاذ بنكيران:

ثلاثة أطراف على الأقل متضررة من إعادة انتخاب بنكيران على رأس حزب العدالة والتنمية :

الطرف الأول عصابة المطبعين دعاة الديانة الإبراهيمية، فهؤلاء أكبر المتضررين من عودة بنكيران على رأس الحزب.
الطرف الثاني: دعاة تطوير المدونة خارج إطار الشريعة، فهؤلاء يدركون أن بنكيران يمثل الجناح المحافظ في الحزب، المدافع الشرس عن إمارة المومنين وما يقتضيه ذلك من التزام بحدود الشريعة في أي تغيير يطال مدونة الأسرة.
الطرف الثالث: الخائفون من منافسة الحزب لهم في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة..

فبنكيران نفسه يدرك أنه بمواجهة رمز التحكم السياسي سابقا (الأصالة والمعاصرة) ورمز التحكم الاقتصادي حاليا (حزب التجمع الوطني للأحرار) هو بشكل من الأشكال يواجه مراكز النفوذ والسلطة المؤثرة في دوائر القرار السياسي..

ولهذا ليس مستغربا أن تصوب السهام مع أول خروج إعلامي للزعيم بعد إعادة انتخابه على رأس الحزب، سواء من خلال تقويله ما لم يقل أو تحريف كلامه وتحميله غير منطوقه ولا مفهومه..

الرسالة واضحة: (السي بنكيران ارجع لقواعدك سالما فلسنا من عيارك ولا من أقرانك)..

لكن ما لا يدركه هؤلاء أن انتعاش بنكيران السياسي لا يتحقق إلا في أجواء الصراع، فهذه العصابة المتسلطة تقوم من حيث تدري أو لا تدري بحملة إعلامية لصالح بنكيران وحزبه..

وقد جربوا أساليب خسيسة معه في السابق وكانت نتائجها عكس ما يرجون ( نموذج مسيرة ولد زروال)..

نحن لا ننكر أن الأستاذ بنكيران كائن سياسي مفترس، لكنه شريف، ففي معاركه لا يستهدف خصمه بضربات من تحت الحزام، بل يقف له ندا حتى يسقطه بالضربة القاضية في جولة أو جولتين..

لابد أن يدرك خصوم بنكيران أن سر قوته في صدقه أولا ثم في ولائه لإمارة المومنين وإيمانه العميق بأنها إحدى أركان استقرار الوطن، وثالثا في اصطفافه مع المستضعفين يدافع عنهم بكل ما أوتي من قوة، ورابعة لا يعرفها عنه إلا القليل: زهده في دنيا الناس، وإذا أتته وجد لها مخارج ليوزعها على مستحقيها..

ورحم الله الإمام الشافعي وهو يتسلى بهذه الأبيات الشعرية من إحدى قصائده الرائعة إذا يقول:

وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها***
وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها

فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً***
كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها

وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ***
عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها

فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها***
وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
11°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
19°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة