محللون: نتائج الانتخابات التركية ستنعكس إيجابًا على القضية الفلسطينية
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 03 نونبر 2015
أعرب عدد من السياسيون الفلسطينيون عن فرحتهم بفوز حزب “العدالة والتنمية” في الانتخابات البرلمانية في تركيا، موضحين أن ذلك يعد أيضاً انتصاراً للقضية الفلسطينية.
وأظهرت نتائج أولية غير رسمية للانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد في تركيا، تحقيق حزب “العدالة والتنمية” فوزًا كبيرًا، بنسبة 49.48%، حاصلًا على 317 مقعدًا في البرلمان (من إجمالي 550 مقعدًا)، مما يتيح له تشكيل حكومة بمفرده، وهو ما لم يتحقق في انتخابات 7 يونيو الماضي.
وقال عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، برام الله، وسط الضفة الغربية، إن استعادة الحزب لموقعه، سيعزز موقف تركيا في الشأن الخارجي، كما أنه سيعزز من قدرة الحزب على تطبيق رؤيته السياسية، كما أضاف أن “تركيا لم تتوقف يوماً عن دعم الشعب الفلسطيني، سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي”، بحسب الأناضول.
وتابع: “وفي ظل هذه المرحلة من المتوقع أن تلعب تركيا دوراً كبيراً، في حل مشاكل الفلسطينيين، فهي تتبنى هذا الملف وعلى علاقة جيدة مع كافة الأطراف في الداخل”.
وبالرغم من توتر العلاقة بين تل أبيب وأنقرة، في الوقت الحالي، إلا أن ما تتمتع به الأخيرة من ثقل ووزن سياسي دولي وإقليمي يمنحها مساحات واسعة للتحرك من أجل الضغط على “إسرائيل” لوقف “انتهاكاتها” بحق الفلسطينيين.
ومنذ الأول من أكتوبر الماضي، تدور مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات “إسرائيلية”، في قطاع غزة (عند الحدود الفاصلة بين القطاع و”إسرائيل”)، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وبلدات عربية داخل “إسرائيل”، أسفرت عن مقتل 74 فلسطينياً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
واندلعت هذه المواجهات، بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين، على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية “إسرائيلية” مشددة.
وأبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التزامه وتبنيه لقضية القدس، خلال اتصال هاتفي أجراه إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لتهنئته بفوز حزبه في الانتخابات، بحسب بيان لحركة حماس.
وقالت الحركة في بيانها إن “أردوغان أبلغ هنية أنه سيبحث ما يجري في الأراضي الفلسطينية في قمة العشرين (ستعقد في مدينة أنطاليا جنوبي تركيا، منتصف الشهر الجاري).
من جانبه، رأى توفيق أبو شومر، الكاتب السياسي في صحيفة “الأيام” الفلسطينية الصادرة في رام الله، وسط الضفة الغربية، أن تركيا ستعمل على تفكيك الكثير من القضايا والملفات العالقة.
وعن فوز حزب “العدالة والتنمية” ، قال شومر إنها “خطوة سياسية كبيرة، ولها تداعياتها الخارجية، تركيا في السنوات الأخيرة قدمت دعماً واضحاً للفلسطينيين وناصرتهم على كافة الجبهات، والآن هذا الدور سيتسمر، وربما بشكل أكبر، خاصة وأن الشعب الفلسطيني يعاني من أوضاع إنسانية واقتصادية متردية”.
وبحسب بيان صادر عن البنك الدولي في 28سبتمبر الماضي، فإن الفلسطينيين ازدادوا فقرًا خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل متسارع، نتيجة للأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح التقرير أن ربع الفلسطينيين في الوقت الحالي يعيشون في فقر مدقع.
وتبلغ نسبة البطالة في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي) نحو 25٪.
كما أن من شأن أنقرة لعب دور في تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وفق أبو شومر الذي أشار إلى أن علاقة تركيا جيدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحركة حماس”.
ولا تزال المصالحة الفلسطينية متعثرة، رغم مرور نحو عام ونصف عام على التوصل لاتفاق “الشاطئ”، بين حركتي فتح وحماس، الذي وُقع في 23 أبريل 2014.
ورغم أن حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس عباس في 2 يونيو 2014، إلا أنها لم تتسلم أيا من مهامها في قطاع غزة، وتتهم حركة حماس بتشكيل حكومة “ظل” في القطاع، وهو ما تنفيه الحركة.
الكاتب الفلسطيني والمحلل السياسي، والباحث في مركز فلسطين للدراسات والبحوث (غير حكومي)، حسن عبدو، رأى من جهته، أن الدعم السياسي والمالي والمعنوي الذي ستقدمه تركيا “سيتواصل ويزداد”.
وقال: “تركيا دولة قوية، ولها وزنها السياسي في المنطقة والإقليم، وبإمكانها أن تلعب دوراً مؤثراً في نصرة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وأن تضغط في اتجاه وقف الانتهاكات “الإسرائيلية” المستمرة بحق الفلسطينيين”.
ومع تأكيده على قوة الدور الذي تلعبه تركيا تجاه القضية الفلسطينية، إلا أن عبدو اعتبر أن تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي، من شأنه أن يعزز دورها أكبر.
واستدرك بالقول: “تركيا قد تساهم في التخفيف من مشاكل الحصار “الإسرائيلي” المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، وقد تنجح في ترتيب الكثير من الأوراق، لكن الأمر يحتاج إلى استراتيجية فلسطينية موحدة، تساهم في إنجاح الدور التركي القادم”، وفقا للمفكرة.