تناقضات في زمن التناقضات
الياس الهاني
هوية بريس – الجمعة 22 نونبر 2013م
لم يعد خافيا على من له أدنى اهتمام بواقع المسلمين ما يعانونه من دول الاستكبار والتجبر من إذلالهم واضطهادهم وإعلان الحرب عليهم، فرغم اختلاف الأماكن والثقافات وألوان الناس ولغاتهم وطبائعهم إلا أن العداء للإسلام ولكل ما هو إسلامي، يعد سمة وخصيصة لا تنفك عن المشهد الثقافي والإيديولوجي المسيطر على السياسيين ورجال الدين وصانعي القرار في كافة دول الغرب، وهذا ليس بغريب عنهم، ولكن مما يدمي القلب أن يوجد من بني جلدتنا ومن يتكلم بألسنتنا من يتبنى هذا الأمر؛ وهو معاداة الإسلام والمسلمين.
فإلى هؤلاء أقول لهم:
لماذا حين يطلق اليهودي لحيته، يعتبرونه مؤمنا ويمارس طقوسه الدينية بكامل حريته؟؟
ولكن حين يطلق المسلم لحيته، يعتبرونه متطرفا وإرهابيا؟؟!!!
لماذا حين ترتدي الراهبة ملابس تغطيها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها، تعتبر مؤمنة ووهبت نفسها لخدمة الرب؟؟
ولكن عندما تلتزم المسلمة بحجابها الشرعي، تعتبر رجعية ومتخلفة؟!!!
لماذاحين تلازم المرأة الغربية بيتها لترعى أولادها وأسرتها، تعتبر امرأة عظيمة ضحت بنفسها وذاتها؟؟
ولكن حين تفعل المرأة المسلمة ذلك عن قناعة تامة يطالبون بتحريرها من التخلف والعبودية التي فرضت عليها من الإسلام؟!!!
لماذا حين تذهب فتاة متحررة إلى الجامعة في أي مكان في العالم تستطيع أن ترتدي ما تشاء من ملابس؟
ولكن حين تذهب الفتاة المسلمة إلى الجامعة مرتدية الحجاب تمنع من الدخول بحجة مخالفة المظهر الحضاري للحرم الجامعي؟!!!
لماذا حين يتهم أي شخص في العالم بارتكاب جريمة قتل أو غيرها لا يتم ذكر ديانته مسيحيا أو يهوديا أيا كانت؟؟
ولكن حين يتهم مسلم بالقتل أو أي جريمة أخرى يوضع الإسلام مباشرة في قفص الاتهام؟!!!
لماذا حين يصب أي طفل أو شاب اهتمامه على موضوع ما رياضة، موسيقى..الخ، يعتبر عاقلا وناضجا؟
ولكن حين يصبح الإسلام والالتزام أولى اهتماماته يعتبرونه فاشلا وضائعا؟!!!
لماذا حين يضحي أي شخص بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين يعتبر إنسان شهم ونبيل؟
ولكن حينما يقوم الفلسطيني بذلك لحماية بيته من التدمير ولحماية مسجده من الانتهاك لإنقاذ ابنه من القتل وأخيه من التعذيب وأمه من التشرد والاغتصاب يعتبر إرهابيا؟؟!!!
ولكن بعد كل هذا لماذا الإسلام هو أسرع ديانات العالم نموا وانتشارا؟؟!!!
[يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُور اللَّه بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّه إِلَّا أَنْ يُتِمّ نُوره وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ وَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ].