الهجوم على ثوابت المغاربة مرة أخرى!!
بوجمعة حدوش
هوية بريس – السبت 04 يناير 2014م
لم يلبث أدعياء الحداثة والديمقراطية -زورا وبهتانا- من الاشتراكيين واليساريين والحداثيين والعَلمانيين كثيرا حتى عادوا مرة أخرى ليعزفوا على وتر ثوابت وقيم المغاربة ويجرحوا كرامتهم ويتهموا عقيدتهم التي يعتقدونها ويتعبدون ربهم بها بالنقص وعدم مواكبة العصر.
فبعد أن انتقص أحدهم من النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم الذي يحبه المغاربة ويحبون من يحبه ويوالون من يواليه ويعادون من يعاديه، وما جاء بعد ذلك من انتقاص آخر للغة العربية بشكل غير مباشر، وما كان قبل ذلك من مس كثير منهم لكثير من الامور التي تتعلق بالإسلام من قريب أو بعيد، حيث تجدهم أحايين كثيرة يتجرؤون وبطريقة سخيفة مبتذلة على أمور اعتبرها المغاربة ومنذ زمن من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، وأحيانا أخرى تعتريهم الحشمة والسذاجة فيهاجمون الدين من زوايا شتى يطغى عليها جانب الاختلاف والرأي الآخر.
نجدهم هذه الأيام قد حطموا حصون الخوف، وأزالوا قلع الحياء، وخرجوا على الشعب المغربي في صورة المحرر الجديد للشعب المغربي عامة وللمرأة خاصة في مهرجان لا مثيل له في تاريخ المغرب المعاصر، منادين وربما لأول مرة بحذف آيات بينات من كتاب ربّ البريات، وإن لم يكن هذا بطريقة مباشرة، فقد نادوا بأمر يزلزل الجبال الرواسي..
أمر فصل فيه الله سبحانه وتعالى حتى لم يترك فيه مجالا للاجتهاد ولم يعط الحق لأحد من غيره حق التفصيل فيه أو الخوض فيه، وحتى النبي الكريم لم يترك له مجالا للتفصيل في هذا الأمر من عنده ولم يتحدث في هذا الأمر إلا من خلال الكتاب الكريم، ومع كل هذه العظمة لهذا الأمر العظيم، نرى أناسا لم يُؤتوا علما ولا هم مِن مَن يستحق الحديث في مثل هذه الأمور، نجدهم يتحدثون عن المساواة، وآه لو كانت المساواة في أمور غير هذا الأمر الذي طلبوا المساواة فيه وهو المساواة في الإرث من خلال جعله واقعا في القانون، ظنا منهم أنهم بذلك ينتصرون للمرأة ولو كان لهم قليل فقه بكتاب الله وبالعلوم الشرعية لعرفوا أن المساواة في الإرث هو ظلم للمرأة، وليس جلب لحق من حقوقها التي ظنوا أن الله سبحانه لم يعطها لها، فهم قرأوا أو ربما سمعوا قوله تعالى: “يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين“، فظنوا أن نصيب المرأة في الإرث دائما هو نصف ما يأخذه الرجل، وكما قلت فلجهلهم غاب عنهم أن المرأة في حالات كثيرة تأخذ أكثر من الرجل في الإرث، وهذه الأمور معلومة معروفة عند علمائنا، فلو وافق الشرع أهواءهم لظلمت المرأة ظلما عظيما.
أما الحالات التي يأخذ فيها الرجل نصيبا أكبر من المرأة فلقوامته عليها، هذه القوامة التي بدورها يرفضونها ولا يريدونها في عصر التحرر والحريات، لذلك فقد كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه سيأتي أقوام يتحدونه في تشريعاته ويعارضونه معارضتهم للأحزاب والجماعات، فقال بعد أن فصل في آيات الإرث في سورة النساء سبحانه: “تلك حدود الله“، ثم بعدها قال: “ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ندخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين“.
وفي نفس السورة -سورة النساء- تحدث الله سبحانه على كثير من حقوق النساء، كحقهن في الزواج والمعاشرة بالمعروف، وحقهن في المهر الذي لا يأخذ الزوج منه شيئا إن طلقها، وحقهن في اتخاذ حكم من أهلهن إن وقع بينهن وبين أزواجهن خصام أو سوء تفاهم، وغيرها من الحقوق التي تجاهلها المدافعون كذبا عن المرأة، فجاءوا ليستردوا لها الحقوق التي نسي الإسلام أو تناسى أن يعطيها لها.
فزعموا أن المساواة في الإرث ظلم للمرأة، وأن تعدد الزواجات ظلم أعظم من الأول لها، فعجبا لهؤلاء القوم يرضون بالتعدد في المعاشرة غير الشرعية وفي اتخاذ ما يحلو لهم من الزميلات والصديقات والخليلات، فهؤلاء زميلات في العمل، وأولئك رفيقات في الأحزاب وأخريات خليلات في المراقص والملاهي، ولا يرضون التعدد الذي شرعه الله سبحانه في حالات وهو حرام أو مكروه في حالات أخرى.
هكذا يخرج علينا هؤلاء القوم كل مرة ليجرحوا مشاعر المغاربة ويمسوا كرامتهم بسخافاتهم وهرطقاتهم، ولا ندري لماذا لا يخرجون على الشعب المغربي صراحة ليقولوا: نحن لا نؤمن بالإله الذي تؤمنون به، ولا ندين بالدين الذي تدينون به، ولا نتبع الرجل الذي تتبعونه، وليست وجهتنا القبلة التي أنتم لها متجهون أكثر من خمسة مرات في اليوم، فوجهتنا الغرب؛ وجهتنا الحداثة؛ وجهتنا النظم الغربية؛ وجهتنا مخالفة كل ما جاء لكم به الإسلام؟
فهل يخافون أن تكون لوائحهم الانتخابية صفرا إن هم قالوا مثل هذا الكلام؟ فهي كانت ومازالت وستظل صفرا، وليست لوائحهم الانتخابية فقط، بل لوائح كل من يعادي شريعة المغاربة ويتكبر على حدود ربّ المغاربة.
فالمغاربة قوم أعزهم الله بالإسلام عندما دخلهم أول مرة ولم يرتضوا منذ ذلك العهد ديانة غيره، فلن يأتي أراذل القوم في آخر الزمان ليغيروا لهم شيئا من دينهم أو يدخلوا عليه تعديلات كإدخالهم تعديلات على الدساتير والقوانين الوضعية.