الإبانة على غير قصد مؤلفها تصدر بتطوان
هوية بريس – متابعة
السبت 10 غشت 2013م
صدر حديثا عن مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بتطوان، العدد الأول من المجلة العلمية السنوية التي تعنى بالدراسات والأبحاث الكلامية الأشعرية تحت اسم “الإبانة”.
وأكد بلاغ للمركز، أول أمس الخميس، أن هذا الإصدار الجديد يأتي سعيا للمساهمة في “تطوير البحث العلمي وتنميته من خلال الدراسات المرتبطة بالمجال العقدي الأشعري”، مشيرا إلى أن ملف العدد الأول خصص لمؤسس المذهب الأشعري الإمام أبي الحسن، تحت عنوان “أبو الحسن الأشعري: مشروعية علم الكلام ومشروعه”.
ويشتمل عدد المجلة على عدة مواضيع عامة تهم الدراسات النقدية التحليلية، والدراسات والبحوث التراثية المعرفة أو الواصفة، والأعمال التتبعية الراصدة للأنشطة والمطبوعات المتعلقة بالشأن العقدي.
ومن ضمن العناوين التي اشتمل عليها العدد الجديد للمجلة “مشروعية علم الكلام عند الأشعري ومشروعه” لجمال علال البختي، و”وجوب النظر عند الإمام الأشعري ورفع الشكوك عن رسالته في استحسان الخوض في علم الكلام” لعبد المجيد الصغير، و”المنحى الشخصي لحياة الإمام أبي الحسن الأشعري” ليوسف احنانة.
ومعلوم أن “الإبانة” هو عنوان لأحد كتب الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله، وعنوانه الكامل: “الإبانة عن أصول الديانة”، وقد كتبه بنفس عقيدة السلف، بعدما ترك العقيدة الأشعرية التي أسسها وانتقل إلى عقيدة السلف الصالح، وله كذلك كتاب “مقالات الإسلاميين”، وكتاب “رسالة إلى أهل الثغر”.
وقد ذهب بعض الأشاعرة إلى أن كتاب “الإبانة” ليس من تأليف أبي الحسن الأشعري، ولا كتبه الأخرى التي تثبت أنه صار في آخر حياته على عقيدة السلف، والصواب أنه رحمه الله هو من ألفها، وما فيها من بعض الأشعرية هو بسبب بقاء تأثره بالمذهب الذي كان عليه.
“وقد تضمن هذا الكتاب كلاما مهما في إثبات الصفات الخبرية، وفي إثبات أفعال الله تعالى الاختيارية، المتعلقة بمشيئته وإرادته سبحانه، من استواء الله على عرشه، ونزوله إلى السماء الدنيا، ونحو ذلك مما جاءت النصوص بإثباته.
قال رحمه الله في مقدمة كتابه:
“وجملة قولنا: أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبما جاءوا به من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لا نرد من ذلك شيئا..
وأن الله تعالى مستوٍ على عرشه كما قال: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه:5].
وأنه له وجها، كما قال: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن:27].
وأن له يدين بلا كيف، كما قال سبحانه: (خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) [ص:75]، وكما قال: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) [المائدة:64].
وأن له سبحانه عينين، بلا كيف، كما قال سبحانه: (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) [القمر:14]..
ثم قال رحمه الله، بعد كلام:
“ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل، من النزول إلى سماء الدنيا، وأن الرب عز وجل يقول: (هل من سائل، هل من مستغفر)، وسائر ما نقلوه وأثبتوه، خلافا لما قاله أهل الزيغ والتضليل.
ونعوِّل فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا عز وجل، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين، وما كان في معناه، ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا، ولا نقول على الله مالا نعلم.
ونقول: إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة، كما قال سبحانه: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) [الفجر:22].
وأن الله يقرب من عباده كيف شاء، بلا كيف، كما قال تعالى: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق:16]، وكما قال: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) [النجم:8-9].
انتهى من “الإبانة عن أصول الديانة” (18-22) ط السلفية” (الشيخ محمد صالح المنجد).