ضغوط صهيونية على أميركا لاستئناف مساعداتها لمصر
هوية بريس – الجزيرة نت
السبت 22 مارس 2014
تفيد مصادر “إسرائيلية” بأن تل أبيب تبذل مساعي كبيرة كي تستأنف الولايات الأميركية مساعداتها لـمصر المجمدة منذ العام الماضي بعد إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي في يوليوز الماضي بانقلاب عسكري.
ومنذ ذلك الحين تعارض أوساط واسعة داخل الكونغرس الأميركي لتجديد المساعدات لمصر ولتزويد جيشها بالعتاد.
وتشترط هذه الأوساط من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تجديد المساعدات لمصر بإجراء انتخابات عامة فيها ونقل السلطة بشكل منتظم من الجيش إلى حكومة مدنية وديمقراطية.
وتقدم واشنطن إلى كل من تل أبيب والقاهرة مساعدات سنوية بقيمة 1.3 مليار دولار كل عام منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد في 1979.
ضمن سياق الضغوط، أكدت القناة “الإسرائيلية” العاشرة اليوم الجمعة ما كشفت عنه صحيفة هآرتس أمس الأول بأن “إسرائيل” تمارس ضغوطا على واشنطن كي تزود الجيش المصري بمروحيات عسكرية متطورة من طراز “أباتشي”.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي “إسرائيلي” كبير قوله إن إسرائيل -ومن خلال سفيرها في واشنطن رون دريمر- تحاول إقناع الإدارة الأميركية بأن تزويد الجيش المصري بهذه المقاتلات حاجة ملحة لمكافحة منظمات الجهاد العالمي في سيناء وتساهم في تدعيم الاستقرار بالمنطقة.
لكن المعلق العسكري يوسي ميلمان أوضح أن “إسرائيل” لم تكتفِ بدور السفير دريمر بل تبذل مساعي حثيثة وتواصل منذ شهور إيفاد بعثات من الدبلوماسيين والمسؤولين الأمنيين إلى واشنطن لصالح الحكومة المصرية.
توثيق العلاقات
وقال ميلمان إن مسؤولين إسرائيليين من ديوان رئيس الحكومة ووزارة الدفاع يتداولون موضوع المساعدات للجيش المصري منذ شهور مع نظرائهم الأميركيين في البنتاغون والبيت الأبيض.
وأوضح للجزيرة نت أن “إسرائيل” حاولت في البداية منع تجميد المساعدات العسكرية الأميركية للجيش المصري، واليوم تسعى بقوة لإقناع البيت الأبيض والكونغرس بتجديدها وتسليم المروحيات المقاتلة العشر.
ويوضح ميلمان أن علاقات التعاون الأمني بين “إسرائيل” ومصر توثقت منذ الإطاحة بالرئيس مرسي.
وبذلك يتطابق ميلمان مع ما كشفت عنه هآرتس الثلاثاء بشأن زيارة دبلوماسيين وضباط مصريين لـ”إسرائيل” الأسبوع الماضي، واستمعوا لتلخيصات أمنية وأجروا جولة في البلاد بدعوة من جناح التخطيط في جيش إسرائيل ووزارة خارجيتها.
وردا على سؤال بشأن الغرض من كشف الإعلام في “إسرائيل” وخارجها هذا التعاون ومدى تأثيره السلبي على الجيش المصري وصورته قال ميلمان إن الصحافة الحرة تعمل وفق معاييرها وتتنافس في نشر السبق والمعلومات والتسريبات.
وتابع” لا شك أن هناك مصالح كبيرة تلتقي اليوم بين مصر و”إسرائيل” تدفع الأخيرة للتوسط للأولى في واشنطن”.
معضلة أميركية
ويتفق مع هذا التحليل المحلل للشؤون الإستراتيجية رون بن يشاي الذي أوضح أن الولايات المتحدة تقف أمام معضلة صعبة.
وقال في حديث للجزيرة نت إن واشنطن معنية بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر من جهة، لكنها معنية أيضا بالتعاون معها بسبب سيطرتها على قناة السويس وبسبب اتفاقية كامب ديفد ولتمتعها بمكانة مهمة كأكبر دولة عربية.
وأكد أن إسرائيل تابعت بخيبة أمل وقلق القرار الأميركي بتعليق المساعدات لمصر، منوها بأنها ترى في هذه المساعدات عاملا بصيانة الاستقرار في المنطقة ودعما صريحا لاتفاقية السلام بينها وبين مصر.
ويقول بن يشاي إن إسرائيل معنية بهذه المساعدات الأميركية لمصر لأنها ترى فيها إشارة لحضور الولايات المتحدة في المنطقة ولاحترام التزاماتها فيها، لافتا إلى وجود مصالح مشتركة بين “تل أبيب” والقاهرة تعيد للأذهان نظام حسني مبارك.
حسابات “إسرائيلية”
من جانبه، أوضح المحاضر في العلوم السياسية بروفيسور أسعد غانم للجزيرة نت أن المساعي “الإسرائيلية” المحمومة في واشنطن دعما لمصر تنم عن حسابات “إسرائيلية”، أهمها معاداة التيار الإسلامي ومنع عودته للحكم في مصر والدول العربية، والمخاوف الكبيرة من تحول سيناء إلى مركز للجهاد العالمي.
ورجح أن “إسرائيل” تحاول إقناع الولايات المتحدة بعدم جدوى العقوبات المفروضة على مصر، وأن اتفاقية كامب ديفد أهم الإجراءات القمعية التي يمارسها الجيش المصري بحق المتظاهرين في القاهرة.
وبين غانم أن “إسرائيل تدرك أن استمرار الدعم الأميركي لمصر يساعد القاهرة على التصدي للانتقادات الداخلية لاستمرار المحافظة على اتفاقية كامب ديفد”، لافتا إلى كون هذه مصلحة إسرائيلية إستراتيجية.
وتابع “لم يخفِ مسؤولون “إسرائيليون” في العام الأخير تحمسهم للانقلاب العسكري بسبب وجود مصلحة مشتركة ضد “الإخوان المسلمين”، وهذا استمرار للموقف “الإسرائيلي” -الرسمي وغير الرسمي- المعادي للثورة على نظام مبارك من اليوم الأول”.