4 شخصات عبدوا طريق المغرب للعودة للاتحاد الإفريقي
هوية بريس – الأناضول
وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، الوزير المنتدب ناصر بوريطة، المدير العام للمخابرات الخارجية ياسين المنصوري، ووزير الخارجية الأسبق الطيب الفاسي.. 4 شخصيات مغربية عبدت الطريق لبلدهم للعودة للاتحاد الإفريقي بعد نحو 33 سنة من الغياب عن أسرة القارة السمراء.
مزوار دبلوماسي بطعم سياسي واقتصادي، كان في الواجهة، و3 آخرين تكنوقراط (ليس لهم انتماء سياسي) يشتغلون في الظل، لا تكاد تسمع صوتهم أو ترى صورهم، ولكنهم يقفون وراء خطوة اعتبرها متتبعون “انتصارا دبلوماسيا” للمغرب، ستغير قانون اللعبة بالقارة السمراء.
الأناضول اختارت الرجال الأربعة من خلال تقارير إعلامية ومواكبة مسلسل العودة، ضمن فريق كبير يعمل ليل نهار سهر على عودة المملكة المغربية لقارتها الأم بعدما حصلت على وضع متقدم بالقارة الأوروبية العجوز.
وصادقت قمة الاتحاد الإفريقي رسميا الاثنين الماضي على عودة المغرب لعضويته بعد أكثر من ثلاثة عقود من انسحابه؛ احتجاجاً على قبول الأخير لعضوية جبهة “البوليساريو”، التي تطالب بانفصال إقليم الصحراء عن المغرب.
بوريطة.. “ولد الدار”
“يعمل أكثر مما يتحدث”، صفة متداولة داخل أروقة وزارة الخارجية المغربية، حول الوزير المغربي المنتدب بتلك الوزارة “ناصر بوريطة”.
لا يتحدث كثيرا رغم أن منصبه يفرض عليه ذلك، له دراية كبيرة بالملفات بتفاصيلها، خصوصا قضية الصحراء، لاسيما أنه “ولد الدار”(أي تدرج بالعديد من المناصب بالوزارة).
عينه العاهل المغربي محمد السادس خلال 6 فبراير عام 2016، وزيرا منتدبا في الخارجية المغربية، وذلك قبل أشهر قليلة من مباشرة البلاد خطواته للعودة للاتحاد الأفريقي، لتكون له يد في هذه الخطوة غير المفروشة بالورود.
فاجأ بوريطة، البالغ من العمر 48 عاما والمنحدر من مدينة تاونات (شمال)، الإعلاميين خلال أول خروج إعلامي له بعد توليه منصبه الجديد، إبان أزمة بلاده مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون مارس الماضي، حيث أظهر إلماما بتفاصيل قضية الصحراء.
وقال بان كي مون، خلال زيارته لمخيم اللاجئين الصحراويين في الجزائر منتصف مارس الماضي، إنه “يتفهم غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار احتلال أراضيه”، في تصريحات لاقتْ موجةً من ردود فعل ساخطة من الحكومة المغربية، التي اتهمته “بالتخلي عن الحيادية، وتشجيع قيام كياناتٍ وهمية”.
وبوريطة تكنوقراطي (ليس له انتماء سياسي)، وتدرج بعدد من المناصب بوزارة الخارجية المغربية ليصل إلى كاتب عام (وكيل الوزارة) قبل توليه منصب وزير منتدب.
المنصوري.. العين التي لا تنام
المدير العام للدراسات والمستندات (المخابرات الخارجية)، ياسين المنصوري، كان ضمن الفريق الذي عبد طريق البلاد للعودة للمنظمة الإفريقية.
كان يرافق وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، خلال تحركاته الأخيرة التي زار فيها عدد من الدول الإفريقية لإقناعهم بضرورة الدفاع على قرار بلاده العودة للاتحاد القاري.
أول رجل مدني يتولى هذا المنصب الحساس، بعد أن نال ثقة العاهل المغربي الملك محمد السادس، خصوصا أنه درس معه (يدرس مع الملك بعض أبناء الشعب، وغالبا يتم تعيينهم فيما بعد في مناصب كبيرة).
ورغم الملفات الكبيرة والحساسة التي يشرف عليها، إلا أنه رجل الظل، يراكم النتائج بصمت، خصوصا أن القريبين منه يصفونه بكونه “ينصت أكثر مما يتكلم”.
ولد عام 1962 بمدينة أبي الجعد (شمال)، وبعدما درس رفقة الأمير آنذاك (العاهل المغربي محمد السادس) بالمدرسة المولوية، حصل على الإجازة (ليسانس) في الحقوق وعلى شهادتي دبلوم الدارسات العليا في القانون العام بجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط، ثم قام بالتدرب بداية التسعينيات في الشرطة الفيدرالية الأمريكية.
التحق بديوان وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري (الرجل القوي إبان فترة الملك الراحل الحسن الثاني) وساهم في الإشراف على الانتخاباتت التشريعية في عهد الملك الحسن الثاني، ثم عين سنة 1999 مديرا لوكالة المغرب العربي للأنباء (الوكالة الرسمية).
كما تولى مهام والي مدير عام للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية منذ سنة 2003، ليتولى أحد المناصب الحساسة بالبلاد خلال مارس 2004 ويصبح مديرا عاما للدراسات والمستندات (المخابرات الخارجية).
وتصف الصحافة المحلية المنصوري “العين التي لا تنام”، بالنظر للملفات المهمة التي يشرف عليه.
الفاسي.. وراء الكواليس
سال المجرب لا تسأل الطبيب (اسأل المجرب ولا تسأل الطبيب)، مثل شعبي مغربي ينطبق على وزير الخارجية المغربي الأسبق “الطيب الفاسي الفهري”، حيث ساعدته تجربته الكبيرة في الخارجية في مساعدة بلاده على العودة للاتحاد الإفريقي.
من مواليد 9 أبريل عام 1958 في الدار البيضاء (كبرى مدن البلاد)، وتابع دراسته بثانوية “ديكارت” بالعاصمة (يعتمد المناهج الفرنسية في التعليم) عام 1976، وحصل على الدكتوراه في التحليل والاقتصاد السياسي من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1984.
تقلد عدد من المناصب بوزارة الخارجية المغربية، وخلال عام 1993 تم تعيينه وزير الدولة المعني بالشؤون الخارجية والتعاون وهو منصب تقلّده في حكومات 1994 و1995 و1997.
نجح الفاسي -المنحدر من عائلة معروفة في المغرب- في قيادة المفاوضات التي أثمرت توقيع اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة عام 2002، وفي أواخر العام نفسه، عُيّن وزيرا منتدبا للشؤون الخارجية ثم وزيرا للخارجية في أكتوبر 2007.
مزوار.. الواجهة
وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، بالحكومة المنتهية ولايتها، دبلوماسي بطعم سياسي واقتصادي، خصوصا أنه الأمين السابق لحزب التجمع الوطني للأحرار (مشارك في الحكومة المنتهية ولايتها)، وسبق أن شغل منصب وزير المالية المغربي إبان ولاية الوزير الأول السابق عباس الفاسي (2007 و2011).
يعتبر مزوار (64 عاما) الواجهة التي اعتمدتها البلاد في محاولتها العودة للاتحاد الإفريقي، وهو حاصل على الدبلوم العالي من جامعة “فونتينبلو” بفرنسا ودبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الاقتصادية من جامعة العلوم الاجتماعية بـ”غرونوبل” بفرنسا.
وسبق أن شارك مزوار كلاعب دولي مع الفريق الوطني المغربي لكرة السلة.
عمل مزوار وتمرس بالقطاع الخاص بالمغرب قبل دخوله عالم السياسة، حيث سبق أن عين وزيرا للصناعة والتجارة في يونيو 2004، وفي أكتوبر 2007 عين وزيرا للاقتصاد والمالية.
وخلال يناير 2010، انتخبه المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار بالإجماع رئيسا للحزب، واستقال من هذا المنصب بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة أكتوبر الماضي، بعد تراجع نتائج الحزب.