لاجئون سوريون فضلوا الموت غرقاً على البقاء بمصر
هوية بريس – الأناضول
الخميس 22 غشت 2013م
أكد عدد من اللاجئين السوريين أنهم فضّلوا تحمل مخاطر الموت غرقاً على البقاء في ظل حالة التضييق التي عاشوها خلال الفترة الماضية من قبل السلطات المصرية.
وقال محمد وهو اسم مستعار لأحد الذين تم ترحيلهم إلى تركيا قبل أيام بعد القبض عليه في الاسكندرية على متن قارب وهو يحاول مع عشرات السوريين الآخرين الفرار إلى إيطاليا، أنه فضّل الفرار في قارب صغير عبر البحر المتوسط، للجوء هنالك في حال كُتبت له النجاة.
وأضاف: “أصبحت منازل اللاجئين السوريين في مصر معتقلات تضمهم مع عائلاتهم بعد ابتعادهم عن النزول إلى الشارع أو الاحتكاك بالآخرين درءاً للمشاكل، إلا أن ذلك لم ينجهم من الحملة التي تشن ضدهم، فإعلام النظام الجديد في مصر ينقل إليهم عبر وسائله المختلفة رسائل بالتهديد والوعيد وصولاً إلى القتل وحرق الممتلكات في بعض الأحيان”.
وأشار محمد إلى أنه تعرض لمضايقات كثيرة خلال سكنه في مدينة 6 أكتوبر (جنوب غرب القاهرة) التي تضم أكبر تجمع للاجئين السوريين في مصر، حيث أن دوريات وكمائن الأمن تعتقل سوريين هناك و”دون سبب أحياناً وحتى إن كان لديهم إقامات سارية”، على حد قوله.
وبدأت قوات الشرطة المصري بعد الإطاحة بمرسي حملة اعتقالات طالت العشرات منهم، حسب منظمات حقوقية، وبررت ذلك بوجود “مخالفات قانونية بعينها، كعدم وجود إقامة لديهم، أو ثبوت إضرارهم بالأمن القومي المصري أو ممارستهم نشاطاً غير مشروع”.
ووصفت مها، التي خاضت المخاطرة نفسها، الساعات العصيبة التي عاشتها في الاعتقال بعد القبض عليها مع أسرتها حيث مارست أجهزة الأمن التي قبضت عليها وعلى العائلات التي كانت برفقتها حرباً نفسية كبيرة بتهديدهم بالترحيل إلى سوريا ووضعهم في الزنزانات مع المجرمين على الرغم من أن النيابة العامة أفرجت عنهم، إلا أن الأمن رفض الإفراج عنهم وأصر على تهديدهم بالترحيل إلى سوريا قبل أن يخيرهم في الترحيل إلى لبنان أو تركيا أو الأردن، بحسب روايتها.
وتحدثت حالة القلق التي بدت على الأطفال الذين كان عددهم نحو 40 طفلاً أصيبوا بالإعياء والتعب حتى أن بعضهم أخذ يقضي حاجته على ملابسه من شدة التوتر والحالة الصعبة التي عاشوها وكذلك كان حال أمهاتهم اللاتي كن يرافقنهم، مشيرة إلى أن بعض الأطفال بدأت تظهر عليهم أعراض الإصابة بالجرب والقمل، وهي أمراض جلدية، “نتيجة قذارة المكان الذي كانوا محتجزين فيه”، على حد وصفها.
وأعربت عدد من المنظمات الحقوقية المصرية في بيان أصدرته، أمس الأربعاء، عن “قلقها البالغ” لاستمرار احتجاز عشرات اللاجئين السوريين والفلسطينيين السوريين في قسمي شرطة الدخيلة والجمرك بمحافظة الإسكندرية الساحلية، بالرغم من أن معظمهم يحمل تأشيرات دخول إلى الأراضي المصرية، متهمة السلطات المصرية باتخاذ “إجراءات تعسفية بحقهم”.
وفيما لا يزال عدد من اللاجئين السوريين في مصر يترقبون الأوضاع التي ستئول إليها البلاد التي تستضيفهم، إلا أنهم أكدوا أنهم يعيشون ظروفاً صعبة للغاية في ظل حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ أيام، والنظر إليهم بعين “الريبة” و”التهمة” والترويج للقبض على سوريين بتهم المشاركة في أعمال إرهابية وغيرها.
وقال اللاجئ السوري علي الحمصي (32 عاماً)، وهو اسم مستعار أيضاً، إن كمائن الجيش المصري أعادت إلى قلوب اللاجئين السوريين الرعب الذي عانوا منه على حواجز قوات النظام السوري خلال عامين من وجودهم في سوريا قبل لجوئهم إلى مصر.
واشتكى الحمصي من إجراءات التفتيش والتدقيق المشددة التي تقوم بها كمائن الجيش والشرطة المصرية على السوريين دون غيرهم، وكذلك من حملة الاعتقالات العشوائية على تلك الكمائن، والتهديد الدائم بالقول إنه سيتم ترحيل السوريين إلى بلادهم إن أساؤوا التصرف، حتى أن الأمر وصل ببعض عناصر تلك الكمائن بالسؤال “عن وجود سوري في حافلات النقل العام على بعض الطرق وكأن السوري أصبح تهمة”، على حد قوله.
وأضاف: “هربنا من بطش جيش بشار الأسد لنلجأ إلى ملاذ آمن وتوفر لنا هذا الملاذ في مصر إلا أنه تم فقدانه بعد الإطاحة بالرئيس مرسي”، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.
وبحسب تقديرات الحكومة المصرية، يوجد ما بين 250 و300 ألف سوري في مصر حالياً، بينهم 80 ألفاً مسجلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بينما حصل أكثر من 28 ألفاً على مواعيد مؤكدة للتسجيل خلال الأسابيع القادمة، بينما يقول دامس الكيلاني مشرف عام تنسيقية الثورة السورية ضد بشار الأسد في مصر إن عدد السوريين في مصر “يتجاوز المليون”، وفقا لتقديره.