بنحمزة: الدين له جذور في حياة الإنسان ولا يمكن أبدا إقصاؤه
هوية بريس – متابعة
أكد مصطفى بنحمزة، عضو المجلس العلمي الأعلى، أن “تفريغ وإلغاء المادة الدينية، مجازفة خطيرة”، قائلا: “إنك حين تفرغ الحياة من البرنامج الديني، لا تسأل بعد ذلك عن أي شيء يقع، ولا يجوز لك ذلك لأنك لم تؤطر الناس”. مشيرا إلى أنه “حينما نجد شبابا ربما ليست له صلة بالمعرفة الشرعية، ونريد منه أن يأخذ الإسلام من جهة أخرى قد يكون فيها هذا الإسلام قد عرض بصيغة متطرفة وشاذة، حينها لا يمكنك أن تحاسبه بعد ذلك”.
وأوضح بنحمزة، في حوار نشرته “جريدة الأيام الأسبوعية” في عددها 709 الصادر بداية الأسبوع الجاري، أن “المطلوب الآن هو وضع برامج للتعليم الشرعي على مستوى البلاد الإسلامية كلها، وحتى البلاد التي توجد فيها جالية إسلامية، لأنه في اعتقادي ليس هناك خيار ثالث”، مضيفا أن الدين له جذور في حياة الإنسان ولا يمكن أبدا إقصاؤه، وحينئذ إما أن يعرف الناس الدين بطريقة صحيحة، أو يعرفونه عن طريق أي شخص آخر قد لا تكون له معرفة صحيحة بالدين، وقد يدعو الى أفكار شاذة.
وأبرز المتحدث، أن المعرفة الشرعية لا يتكفل بها جهاز واحد، يضم العلماء أو المجالس العلمية، بل يجب أن يتولاها كل الفاعلين، وفي مقدمتهم الإعلام الذي له دور كبير، مبينا أنه “حينما لا تحقن الإعلام بمعرفة شرعية صحيحة، فهناك إعلام آخر ينتصب عبر القنوات، وينشر دعوة للطائفية والتشدد والعنف.
وتابع بنحمزة، “حينما أتحدث عن الإعلام، لا أقصد منه أن تكون عندنا قناة متخصصة، بل يجب أن يكون لنا في جميع قنواتنا جزء من الهدي، وأن تفرد له حصصا كافية، ليس من أجل الدعاية للإسلام، بل من أجل التعريف بكل الأحكام، وحين نعرف بها يمكن أن نكون مطمئنين بأن كثيرا من هذا الخلل الذي اعترى البلاد الإسلامية سوف يزول”.
وتساءل بنحمزة، هل الذين يتحدثون عن الجهاد، قرأوا عن الجهاد في المصادر الإسلامية أم لم يقرأوا؟ مؤكدا أن المفهوم الذي هو جهاد في الإسلام له معنى عام وهو خدمة القرآن، مصداقا لقوله تعالى: {وجاهدهم به جهادا كبيرا}، وله معنى آخر هو مجاهدة النفس،{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}، وله معنى آخر وهو طاعة الوالدين مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ”ففيهما فجاهد”، وله معنى اصطلاحي.
وذكر المتحدث، أن معنى الجهاد كما هو منصوص عليه في كتب الفقه ليس من اختصاص الأفراد، إنما هو من اختصاص الدول، ولا يمكن لفرد أو جماعة إعلان الجهاد ضد الآخرين، فهذا خطاب يتوجه به الى الدولة وإمارة المؤمنين، إذن فليس من حق أحد أن يعلن الجهاد.
وأشار بنحمزة، إلى ضرورة عقد ندوات وطنية ودولية من أجل دراسة الإرهاب عموما، فهو ليس خاصا بالمسلمين، بل هو موجود في العالم كله، كما ينبغي أن نقرأ أسبابه ودواعيه، ونتعامل معه بمستوى المعرفة التي تنتشر عندنا ونقوم بتصحيح هذه الأخطاء، وننشر ثقافة لا تؤدي الى العنف.