تنامي ظاهرة «الإسلاموفوبيا» يقلق مسلمي الغرب
هوية بريس – مركز التأصيل
الجمعة 26 شتنبر 2014
الرهاب الإسلامي، أو «الإسلاموفوبيا» مصطلح حديث، ظهر في المجتمعات الغربية في الآونة الأخيرة للدلالة على التحامل الغربي على الإسلام، والخوف من كل ما يرتبط بالدين الإسلامي والمسلمين، وعلى هذا بدأت حملات الهجوم على الإسلام واضطهاد المسلمين تزداد يوماً بعد يوم، وظهرت الاتجاهات العنصرية في معظم الدول الغربية للتحذير من الإسلام وتشويه صورته أمام الغرب، وقد كان للإعلام أسوأ الأثر في هذه الحرب التشويهية.
وقد أوضح التقرير الأخير الصادر عن مرصد «الإسلاموفوبيا» التابع لمنظمة التعاون الإسلامي جزءاً من هذه الحملة المغرضة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمين من قبل الغرب بهدف تشويه الإسلام وتنفير الناس منه، حيث رصد التقرير أبرز حوادث «الإسلاموفوبيا» في العالم خلال شهر أغسطس 2014م.
وتضمن التقرير مظاهر وأعمال «الإسلاموفوبيا» في أمريكا الشمالية وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم، فضلاً عن وضع المسلمين هناك، فأشار التقرير إلى استمرار تعامل روسيا القاسي مع المسلمين في شبه جزيرة القرم، كما أشار إلى انتهاج الصين سياسة مماثلة ضد المسلمين اليوجور في مقاطعة شينجيانج.
وفي حديثه عن الولايات المتحدة أشار التقرير إلى أن الخوف من الإسلام بصفته أيديولوجية لا يزال موضوعاً متداولاً في جميع الندوات والخطابات العامة، وخاصة في وسائل الإعلام، كما لا تزال بعض البلدان الأوروبية تعتبر ارتداء الحجاب عملاً استفزازياً للمعايير والثقافات المحلية وانتهاكاً للقانون.
وبعيداً عما جاء في تقرير منظمة التعاون الإسلامي كانت هناك حوادث أخرى تدل على التحامل الغربي على الإسلام والمسلمين، ومن هذه الحوادث ما حدث في بلدية «لاتيسانا» بإقليم «فينتو» شمال شرق «إيطاليا»، حيث قام مجهولون بوضع ملصقات على أحد مقار جمعية «الصليب الأحمر» الجديدة، يتهمون فيها المسؤولين بالاهتمام بالمهاجرين المسلمين على حساب الإيطاليين الفقراء، على الرغم أن نسبة المعونات التي تقدم لمن يدين بالإسلام لا تكاد تذكر مقارنة بما يقدم للإيطاليين من أصل إيطالي.
ومن تلك الحوادث أيضاً انتشار منشورات عنصرية تدعو إلى كراهية المسلمين باستراليا، ومن ذلك ما حديث بولاية «كوينزلاند»، حيث انتشرت خارج «مسجد لوجان» بجنوب شرق «كوينزلاند»، منشورات عدائية تقول: «الإرهابيون المولودون في «أستراليا» ليسوا أستراليين، ولكنهم المسلمون».
وفي النمسا أعربت الهيئة الإسلامية الرسمية منذ أيام عن معارضتها لمشروع قانون تردد الحديث حول إمكانية إصداره يمنع الشعار الديني الذي يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وذكرت الهيئة في بيان نشرت وكالة الصحافة النمساوية مقتطفات منه أن «هذا الشعار يرمز إلى الشهادتين اللتين هما إحدى قواعد الإسلام، وبالتالي ليس من المعقول تبني إجراء قانوني لمنع هذا الشعار لمجرد أن هذه «المنظمة الإرهابية» استغلته في عملها لغايات دعائية».
وحوادث «الإسلاموفوبيا» لا تكاد تنتهي فما نراه من تحالف دولي لوقف الإسلام والتصدي للحركات الإسلامية من الوصول إلى سدة الحكم في البلدان الإسلامية أوضح دليل على استمرار هذه الحملة، وأوضح بيان على أن هذا العداء ليس عملاً استثنائياً أو فردياً أو خاصاً بمجموعة من الناس، بل هو توجه عام لكافة دول الغرب.