الشيخ البشير عصام يكتب: الحقيقة الناقصة لون من الكذب!
هوية بريس – د. البشير عصام
الثلاثاء 02 دجنبر 2014
عندما تكلم مسؤول مغربي عن خسائر الفيضانات المغربية، وألصق التهمة بتهور السائقين، تذكرت كلام كثير من المسؤولين عن حوادث السير التي سببها -في نظرهم- قلة الوعي، وعدم احترام السائقين قوانين السير. بل تذكرت ذلك الرئيس العربي السابق الذي جعل سبب مشاكل توفير القمح الكافي بالبلد: إدمان الشعب على أكل الخبز أكثر من اللازم!
وهكذا في تصريحات كثيرة، يطلقها المسؤولون ويصدقها المخدوعون.
ما خطورة هذه الأطروحات؟
خطورتها أنها حق في ذاتها، لا يمكن تكذيبها ولا إبطالها! فإن السائقين إذا احترموا قوانين السير ستقل الحوادث حتما، وإن الشعب إذا قلل أكل الخبز فلن تبقى الحاجة لاستيراد القمح، وهلم جرا.
ولكنها ليست الحق كله!
ففي حوادث السير هنالك أيضا: حالة الطرق، والإباحة العملية للخمر والمخدرات، والرشاوى عند تحرير المخالفات، وسوء التعليم في مدارس السياقة وإعطاء الأموال لتحصيل الرخصة دون استحقاق، وأمور أخرى كثيرة.
وفي قضية الخبز، هنالك أموال الشعب التي تهدر في الصفقات المشبوهة، أو على المسؤولين الفاسدين، أو يساء توزيعها بين طبقات الشعب المختلفة، وهنالك سوء التدبير السياسي والإداري، وضعف التخطيط الاقتصادي، والتبعية الذليلة لمقررات الصناديق الدولية، وأمور أخرى كثيرة أيضا.
ويمكنك أن تجد أمثلة أخرى متعددة، لأنصاف الحقائق التي يروجها المسؤولون الفاشلون، ويكتمون ما وراءها حين يكون مضرا بمصالحهم الخاصة، أو يفتح عليهم بابا من المسؤولية يفضلون إحالته على غيرهم!
ولله في خلقه شؤون!