وماذا عن (حقوق الإنسان) المصري والسوري..؟
ذ. نبيل غزال
هوية بريس – الأربعاء 04 شتنبر 2013م
باتت الأحداث المأساوية والمؤلمة تتوالى على الأمة الإسلامية بشكل متسارع؛ فلم يكد يمرُّ أسبوع على مجزرة فض ميداني رابعة العدوية والنهضة والتي راح ضحيتها ما يفوق 2600 شهيدا -بإذن الله تعالى- وعشرات الآلاف من الجرحى؛ وقتل خلالها مئات المتظاهرين ضد الانقلاب، وأعدم 52 من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في سجن “أبو زعبل” بدم بارد، حتى فجعنا بخبر الإبادة الجماعية في ريف دمشق.
تلك الإبادة الوحشية التي استعملت فيها أسلحة كيماوية، وراح ضحيتها أكثر من 2300 شهيد إضافة إلى 5.000 جريح معظمهم من الأطفال والنساء؛ ولازالت هذه الأرقام مرشحة للارتفاع.
وهي إبادة غير مستبعد إطلاقا أن يرتكبها النظام الصفوي الطائفي الذي خلفه الاحتلال الفرنسي بعد خروجه من سوريا؛ فأتباع هذه الطائفة قد قدموا خدمات جليلة للمحتل الفرنسي وللكيان الصهيوني في آن واحد.
حيث سلم النصيريون -الذين كانوا يشغلون مناصب عليا في سوريا- الجولان إلى الصهاينة فيما عرف بحرب النكسة سنة 1967م، كما رفعوا قبلها عريضة سنة 1936م إلى رئيس الحكومة الفرنسية “ليون بلوم” يطلبون من خلالها عدم إنهاء الاحتلال الفرنسي لسوريا.
فبالإضافة إلى ضلالهم العقدي وبعدهم عن الإسلام وأحكامه وتعاليمه فعمالتهم لأعداء الأمة لازالت مستمرة؛ وهم إلى اليوم ينفذون خططهم ومشاريعهم، وجيوش سوريا لم توظَّف إلا لحراسة حدود الكيان الإرهابي، وخدمة أجندات عمائم طهران، وكل من خرج عن هذا الإطار كان مصيره التصفية والإبادة، وهو ما يفسر جرائم القتل الجماعي للكبار والصغار؛ والرجال والنساء، واستعمال كل أنواع الأسلحة، وهدم الصوامع وحرق المساجد، وتسميم المياه والآبار..
إنهم يرتكبون كل تلك الجرائم من منطلق عقدي محض على مرأى ومسمع من العالم أجمع؛ وأكثر من هذا فالنظام النصيري يدعم بقوة من محور الشر إيران و”حزب الله” وروسيا والصين، وتوفر له باقي الدول الغربية الأخرى تغطية سياسية وحقوقية بالسكوت عن جرائمه الوحشية وإباداته الجماعية التي يجرمها “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”!!!
لكن “حقوق الإنسان” التي يؤمن بها هؤلاء ومن تشرب فكرهم هي حقوق قاصرة على إنسان دون آخر، فكل من يوحد الله ويعلن اتباعه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا لا يدخل إطلاقا في زمرة الإنسان الذي يجب أن تكفل حقوق ويتدخل المجتمع الدولي لصونها والمحافظة عليها؛ لذى فلا مجال للمزايدة بالمطالبة بتقديم بشار وشبيحته إلى المحكمة الدولية؛ ولا بتدخل دولي لإيقاف النزيف في سوريا، وإن حدث تدخل ما بعد مرور سنتين ونيف من القتل والإبادة الجماعية راح ضحيتها أكثر من 100.000 شهيد -بإذن الله- عدا المسجونين والمفقودين والجرحى والمهجرين، فسيتم بكل تأكيد لتحقيق مصالح الغرب والكيان الإرهابي، لا لشيء آخر.
إنه حين يتعلق الأمر بالإنسان المسلم تتغير المعادلات؛ وتغيب الحقوق؛ فلا يكاد المتتبع يسمع عن حقوق المرأة السورية التي تغتصب وتقتل ويمثل بجسدها، ولا عن حق الطفل السوري في الحياة والأبوة والرعاية والحنان، ولا عن حقوق المدنيين العزل الذين يبادون فرادى وجماعات دون سبب يذكر، ولا عن معاهدات حظر استعمال الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية.
صحيح أن أحداث سوريا ومصر والعراق وبورما وغيرها من البلاد هي أحداث مأساوية ومؤلمة للمسلمين عامة؛ لكن الأمر الأكيد أن هذه الأحداث لها ما بعدها وأن العالم الإسلامي يتغير؛ والأمة حبلى وهي في حالة مخاض؛ ومولودها الجديد سيرى النور قريبا بإذن الله تعالى؛ إلا أن هذا المولود سيكون مغايرا وملامح الحق فيه واضحة، خاصة بعد أن سقط القناع عن محور الشر والممانعة العدو الإيراني الرافضي وحزبه في لبنان، والقوى العلمانية العميلة المنتشرة في كل بلاد المسلمين؛ والتي لا تهمها إلا مصالحها الضيقة ومصالح الدول التي تدين لها بالولاء.