«جمعية الوسط للثقافة والتنمية» بورزازات تنظم قافلة «مودة» لتقديم المساعدات

11 يناير 2015 23:37
«جمعية الوسط للثقافة والتنمية» بورزازات تنظم قافلة «مودة» لتقديم المساعدات

«جمعية الوسط للثقافة والتنمية» بورزازات تنظم قافلة «مودة» لتقديم المساعدات

هوية بريس – محمد الأثري

الأحد 11 يناير 2015

على إثر الظروف المناخية القاسية التي شهدتها ولازالت تعرفها المناطق النائية بإقليم ورزازات، نظمت جمعية الوسط للثقافة والتنمية بورزازات يوم الأحد 21 دجنبر 2014، قافلة: “مودة” لتوزيع الملابس المستعملة والمواد الغذائية الأساسية على ساكنة دوار تسكيوالت التابع لجماعة إمي نولاون بإقليم ورزازات.

ويتواجد هذا الدوار النائي بأطراف جبال الأطلس الكبير عند الحدود الفاصلة بين إقليمي ورزازات وأزيلال، ويقع على ارتفاع يقارب 2330 متر ويبعد عن مدينة ورزازات بحوالي 123 كلم.

استقل فريق قافلة “مودة” سيارتين رباعيتي الدفع واصطحبوا معهم سيارتين للنقل المزدوج من نوع مرسديس محملتين بالمواد المزمع توزيعها في هذه الحملة؛ وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من السيارات يعتبر الوسيلة الوحيدة لنقل السكان والتي تسهم في فك العزلة عنهم باستمرار في مثل هذه المناطق، ويزداد الأمر سوءا وصعوبة كلما حلّ مثل هذا الفصل القاسي فصل الشتاء حيث يجازفون بالسير في مثل هذه المسالك الخطرة.

الطريق إلى تسكيوالت ليست جيدة رغم أنها معبدة من ورزازات إلى جماعة إمي نولاون بمسافة تقارب 90 كلم لكونها ضيقة، تليها حوالي 33 كلم غير معبدة ووعرة المسالك خاصة الجزء المكسو عن آخره بالثلوج والذي يفوق ارتفاعه 3000 متر.

«جمعية الوسط للثقافة والتنمية» بورزازات تنظم قافلة «مودة» لتقديم المساعدات

وبعد مرور 5 ساعات وصلت القافلة إلى دوار تسكيوالت وكانت الساعة قد قاربت الحادية عشر والنصف. وشرع الفريق مباشرة في تحضير الملابس والأحذية وتهيئة أكياس المواد الغذائية وبعض الخضروات بتوزيع يستهدف العائلة بأكملها والتي تتكون في الغالب من رب الأسرة وزوجته وأبنائه وبناته وربما أبويه أو من يعولهم، وبعدها بدأت عملية التوزيع وانهمك الجميع في توزيع الملابس على الأطفال والرجال، أما النساء فطابع القرية المحافظ وفطرتهن التي جبلن عليها لا يسمحان لهن بالاقتراب من القافلة فبقين يترقبن من بعيد ما يجري.

ومما يثلج الصدور أن 90 أسرة استفادت من هذه العملية، أي حوالي 500 أو 600 نسمة وهذه الأسر موزعة على الفخذات التالية: أيت أوتركي، أيت أزكزاو، أيت يحيى، أيت احساين، أيت مماس و اكرازن .

وحصلت كل أسرة (كانون أو تكات باللهجة المحلية) على كيس يحتوي على مواد غذائية وخضروات مكونة من:

 2 لتر زيت – 500 g شاي – 2 قالب سكر – 10 كيلو دقيق – 5 كيلو أرز – 3 كيلو فول جاف – 3 كيلو جزر – 3 كيلو بصل، بالإضافة إلى تشكيلة متنوعة من مختلف الملابس والأحذية للرجال والنساء والأطفال الرضع والفتيان والفتيات.

وقد استبشر أهل هذه القرية خيرا بهذه المبادرة الطيبة التي أعادت البسمة لأطفالها، وسرى الدفء في بيوتها المتناثرة على سفح جبال كستها الثلوج بحلتها البيضاء، وحمدوا الله على نعمه عليهم ولم يجدوا ما يكافئون به أصحاب هذا المعروف إلا أن يدعوا لهم بكل خير.

ومما لا مرية فيه، فإن الفضل في نجاح هذه القافلة يرجع إلى الله عز وجل ثم إلى ساكنة مدينة ورزازات -المحبين للتضامن مع الآخرين ومواساتهم- والذين استجابوا لنداء الجمعية إلى تنظيم هذه الحملة عبر صفحتها بـ”فيسبوك”.

«جمعية الوسط للثقافة والتنمية» بورزازات تنظم قافلة «مودة» لتقديم المساعدات

مر الوقت سريعا، وبعد عمل متواصل دون انقطاع، ساهم فيه بشكل كبير تعاون الأهالي مع القافلة؛ انتهت عملية التوزيع على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، رفع بعدها الفريق والأهالي أكف الضراعة بالدعاء لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله بأن يحفظه ويعز به الإسلام، وأن يديم على بلدنا نعمة الأمن والأمان ويجعلها سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، ولم ينس الأهالي تقديم الشكر الخالص والدعاء الصادق لمن تذكرهم وأسدى إليهم هذا المعروف، ثم غادر الفريق دوار تسكيوالت مسرعين لئلا تدركهم الثلوج في طريق العودة خاصة مع انخفاض درجة الحرارة وتزايد صبيب الأودية التي تتدفق منها مياه الثلوج التي أذابتها شمس النهار.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M