مزوار لن يزور باريس يوم الجمعة وهذه هي الأسباب.. وزيادة تأزم العلاقة
هوية بريس – متابعة
الأربعاء 21 يناير 2015
ذكرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار قد ألغى الزيارة التي كان سيقوم بها إلى باريس يوم الجمعة المقبل، والتي كان سيلتقي خلالها نظيره الفرنسي “لوران فابيوس”.
وذكرت الصحيفة أن سبب إلغاء الزيارة راجع بالدرجة الأولى إلى عدم إحراز أي تقدم في المشاورات السابقة للزيارة التي كانت تهدف إلى تصفية الأجواء وتذويب الخلافات القائمة بين البلدين، خاصة ما يتعلق منها بـ”قضية استدعاء مسؤولين أمنيين مغاربة من قبل القضاء الفرنسي”.
وكان المغرب اشترط تقديم حصانة من فرنسا للمسؤولين المغاربة من أجل طي صفحة الخلافات، واستئناف التعاون الأمني والقضائي.
وبرأي العديد من المراقبين، فإن إلغاء زيارة مزوار إلى باريس تعد نكسة إضافية من شانها أن تزيد في تأزيم العلاقات المغربية الفرنسية المتوترة منذ أزيد من سنة، حيث انتقدت آنذاك الرباط باريس بعدم تقديمها توضيحات بخصوص تعاملها مع شكوى قدمتها منظمة غير حكومية فرنسية ضد المدير العام لجهاز الاستخبارات المغربي عبد اللطيف حموشي.
مؤكدة أن تعامل السلطات الفرنسية مع هذه الشكوى التي تتهم الحموشي بممارسة التعذيب لم تحترم اتفاقيات التعاون القضائي الموقعة بين البلدين، ليقرر بعد ذلك وزير العدل تعليق التعاون القضائي مع فرنسا لحين التغلب على معالجة الأزمة عبر الرجوع للاتفاقيات التي وقعها الجانبان في هذا الإطار.
وكان صلاح الدين مزوار أكد في أعقاب نبأ زيارته التي كانت مرتقبة إلى فرنسا أن “الزيارة لباريس تعكس الإرادة الراسخة والصادقة للمملكة المغربية لتجاوز كافة العوائق التي يمكن أن تعرقل التعاون التام بين البلدين، وذلك بشكل نهائي ودائم”، غير أن ذلك لم يتحقق، بل صار إلغاء هذه الزيارة عنوان أزمة أخرى وإشارة إلى عمق الخلاف بين البلدين.
وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الأربعاء، عبر بلاغ رسمي لها، إرجاء “زيارة كان يرتقب أن يقوم بها وزير الخارجية المغربية صلاح الدين مزوار إلى باريس الجمعة في محاولة لحل الأزمة الدبلوماسية بين البلدين”.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية “رومان نادال”: “نعمل مع السلطات المغربية لتحديد موعد جديد للزيارة”، موضحا أن وزير الخارجية المغربي “موضع ترحيب في فرنسا”.