أبو أسحاق الحويني: هذه كلمتي في أحداث مصر الجسام
هوية بريس – متابعة
الجمعة 26 يوليوز 2013م
كتب الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني بيانا للرأي العام المصري، فيما يخص الأحداث الجارية في مصر، عنونه بـ” هذه كلمتي في أحداث مصر الجسام”؛ جاء فيه:
“ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، فإن الله جل ثناؤه أخذ على أهل العلم الميثاق أن يبينوا للناس ما أشكل عليهم فقال تعالي: “وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ”، فوجب أن أبين ما أراه تجاه الأحداث الجسيمة التي تتعرض لها مصر، لا سيما بعد ما سمعت بيان الفريق أول عبد الفتاح السيسي منذ يومين، والذي يدعو فيه جموع الشعب إلى النزول إلى الميادين، ويعتبر هذا تفويضا منهم له في استخدام القوة في التعامل مع المخالفين العزل.
وقد فزعت أشد الفزع من هذا ورأيته أمرا منكرا لا يجوز شرعا ولا عرفا، وقد حملني ذلك خوف من الله تعالى أن أكلم واسطة بيني وبين الفريق السيسي، وأن ينقل له صوتي وأن كلامه هذا قد يؤدي إلى حرب أهلية، وفيه ما فيه من سفك الدماء المحرمة.
والذي دعاني إلى هذا ما لمسته من الفريق السيسي آنذاك من محبة للدين، وقد التقيت به كما أشار في خطابه يوم أن كان مديرا للمخابرات الحربية أنا وطائفة من المشايخ الفضلاء منهم الدكتور: عبد الله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة، والدكتور: محمد عبد المقصود، والدكتور: محمد يسري، والدكتور: محمد عبد السلام، والمشايخ محمد حسان ومصطفى العدوي، وتكلمنا كثيرا في أوضاع البلاد، ولمست منه بعد هذا اللقاء أنه رجل متدين، واليوم أخاطب فيه هذا الجانب وأخوفه بالله تعالى أن يسأله عن الدماء التي ستسيل بسبب بيانه، وأذكره بأن أول ديوان يُقضى فيه يوم القيامة هو ديوان الدماء كما صح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود وغيره.
فالله الله في الدماء المعصومة المحرمة .
وأذكّر المسؤولين بما فعله أبو مسلم الخراساني، فهذا الرجل قتل أكثر من مائة ألف نفس لتوطيد ملك الدولة العباسية ووليها السفاح أول خليفة عباسي على جماجم بني أمية وعوام الناس الذين ليس لهم مذهب سياسي، ولم يتهنّ أبو مسلم الخراساني طويلا بما فعل، فإنه لما ولي أبو جعفر المنصور خلافة الدولة بعد السفاح قتل أبا مسلم الخراساني ومضى إلى الله بأقبح حال وبدماء كثيرة في عنقه.
وأنا أقول للفريق السيسي -وأنا والله أحب لك الخير وأريد زينك- لا تتورط في هذا واذكر مقامك بين يدي الله تعالى وحيدا (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا)، فالخلاف السياسي لا ينهيه سفك الدماء، بل هذا قد يجر البلاد إلى فوضى عارمة وبحر من الدماء لا يعلم إلا الله تعالى مآله.
ولكن الحوار مع المخالفين أجدى، اللهم جنب مصر الفتن وسائر بلاد المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أبي اسحاق الحويني، الجمعة السابع عشر من شهر رمضان لعام 1434 هجرية”.