الشيخ البشير عصام: تعميم القول بذم بني أمية؛ ابتداع ومرض في القلب، أو جهل فظيع بأصول الشريعة والتاريخ
هوية بريس – الشيخ البشير عصام المراكشي
السبت 04 أبريل 2015
من الهوايات العصرية التي نشرها بعض المبتدعة، وتلقفها منهم بعض الجهلة: ذم بني أمية!
وأنا أقول: تعميم القول بذم بني أمية: ابتداع ومرض في القلب، أو جهل فظيع بأصول الشريعة والتاريخ.
وبيان ذلك باختصار في الأمور التالية:
• مِن بني أمية من لا يتكلم فيه إلا مبتدع ضال، مثل: الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، والصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، ومن أشبههما من الصحابة المنتسبين إلى أمية.
• مِن بني أمية من يضرب المثل بعدله وتقواه وعلمه وصلاحه، وهو الخليفة الراشد، التابعي الجليل: عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
• من بني أمية ملوكٌ لا يصلون إلى درجة الخلفاء الراشدين، ولكنهم لا يقلّون عن مرتبة أكثر ملوك الإسلام بعدهم، من بني العباس وغيرهم. وهم ملوك أقاموا الدين، ونشروا الإسلام في ربوع الأرض، وأقاموا حضارة الإسلام، مع وقوعهم في الظلم واتباع الهوى، مثل: عبد الملك بن مروان وابنه الوليد وغيرهما.
وأمثال هؤلاء الملوك أفضل بيقين من كثير من حكام أزمنتنا. والمفاضلة من حيث هي لا تتأثر بتغير البيئة قربا أو بعدا من زمن النبوة، وإنما لهذا أثر على الإعذار وتقرير الحكم.
• من بني أمية ملوك ظلمة فسقة، كيزيد بن معاوية، الذي ارتكب كثيرا من الموبقات المهلكات. فهو ممن لا يحبه مسلم سنيّ، ولا يتولاه. وفي جواز لعنه خلاف مبني على الخلاف في حكم لعن المعيّن.
ومن هذا التفصيل، يتبين عدم جواز التعرض بالذم لعموم بني أمية، وأن غرض الفاعل -إن لم يكن جاهلا- إنما هو التعرض بالذم للصحابة رضوان الله عليهم، دون تصريح بذلك مخافة لحوق الذم به.
ومن الطرائف المحزنة أن تجد الواحد من هؤلاء الذامّين لبني أمية بسبب كونهم من الظلَمة -فيما يزعم-، يتولّى بعض الظلمة المعاصرين الذين لا يشك العاقل في بلوغهم من الظلم مداه الأعلى، وتجده يرقّع لهم ويحسّن أفعالهم، أو يعتذر لهم بما يخطر بباله من الأعذار المتكلفة التي يكون بنو أمية أولى بها وأجدر!