80 بالمائة من عمليات تجنيد تنظيم “داعش” تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي
هوية بريس – متابعة
حذر خبراء ومفكرون من أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل المشتل المفضل للتنظيمات الإرهابية لاستقطاب الأفراد، لا سيما الشباب، حيث يشكل من تم استقطابهم من قبل تنظيم “داعش “الإرهابي” عبر هذه المواقع نسبة 80 بالمائة من إجمالي المستقطبين.
وأوصى الخبراء والمفكرون المتحدثون في ندوة “الإرهاب السيبراني ومستقبله وآليات مكافحته” المنعقدة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بضرورة التوعية المجتمعية بمخاطر الإرهاب الإلكتروني وتعزيز التعاون العربي المشترك واستغلال القوى الناعمة ووسائل التواصل الاجتماعي المباشرة وغير المباشرة.
وفي هذا الصدد قال فالح فليحان الرويلي، الباحث في إدارة الأزمات والخبير لدى المكتب العربي لمكافحة التطرف والإرهاب التابع لمجلس وزراء الداخلية العرب، إن عدد من تم تجنيدهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بلغ سنة 2016 نحو 20 الف شخص ، محذرا من أن هذا الرقم في تزايد مستمر.
وأضاف أن الحركات الإرهابية تبنت استراتيجية جديدة في عمليات التجنيد وهي الجهاد الفردي أو الذئاب المنفردة، وأبرز أن الحركات المتطرفة نجحت أيضا في جذب بعض المجندين الأجانب مستغلة وسائل التواصل الاجتماعي.
واقترح إنشاء عيادات تأهيلية للمخترقين فكريا لمحاولة إنقاذهم قبل الوقوع في براثن الجريمة وإعادة دمجهم بصورة صحيحة في المجتمع الذي يحاولون رفضه.
من جانبه قال عبيد صالح المختن، عضو الاتحاد العربي للتدريب والتعليم الموازي التابع لجامعة الدول العربية والباحث في أمن المعلومات والجريمة الإلكترونية والمحاضر بجامعة الشارقة، إن التطور الكبير والمتسارع في تقنيات المعلومات “بات سمة من سمات هذا العصر”، مشيرا إلى أن هذه التقنيات أضحت مفتاح حلول للكثير من المشاكل المزمنة “ولكنها أدت إلى تفشي ظاهرة الاستخدام غير المشروع للفضاء الرقمي وبدأت بعض أنماط الإرهاب الدولي في التكشف ممثلة في الإرهاب الإلكتروني أو السيبراني”.
وأضاف أن هناك أساليب استخدمتها الجماعات الإرهابية في التحضير أو التنفيذ لعمليات الإرهاب السيبراني، من أهمها احتواء بعض التطبيقات الإلكترونية على ثغرات أمنية تم رصدها بواسطة المخربين وانتشار ألعاب القتل الافتراضي وتسلل الجماعات الإرهابية للوصول إلى شريحة أكبر من الشباب وسهولة الحصول على البيانات وتحليلها وقدرة أفراد الجماعات المخربة على الاستيلاء على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي وتهديد أصحابها للحصول على مبالغ مالية.
ودعا محمد صالح الألفي، الخبير القانوني المصري لضرورة تعزيز وتقوية التشريعات العربية لتجريم الإرهاب الإلكتروني أو السيبراني حتى تكون القوانين الوطنية قادرة على مكافحة الأنماط التقنية الحديثة للإرهاب السيبراني.
أما معاذ سليمان الملا، المسؤول بوزارة الداخلية الكويتية، فسجل أن الإرهاب السيبراني هو نموذج معاصر لظاهرة الإرهاب، مشيرا إلى أنه طالما اعتمد العالم على تكنولوجيا المعلومات فإن الخطر سيزداد.
وشدد على أنه لا يمكن معالجة قضايا الإرهاب إلا من خلال مواجهة الفكر المتطرف لأن القضاء على هذا الفكر سيحد الإجرام الإرهابي.
وخلص المسؤول الكويتي إلى انه لا يمكن مواجهة الإرهاب السيبراني إلا من خلال تضافر الجهود الدولية.
وتقام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بحضور 748 ناشرا من 35 دولة ، من ضمنهم عدد من دور النشر المغربية. وتستضيف دورة هذه السنة من المعرض جامعة الدول العربية كضيف شرف، وتحتفي بشخصيتين مصريتين بارزتين هما الراحلين ثروت عكاشة وسهير القلماوي، لإسهاماتهما البارزة في إثراء الثقافة المصرية والعربية.
ويتضمن المعرض تنظيم أنشطة ثقافية متنوعة تصل لأزيد من 800 فعالية، بمشاركة العديد من النقاد والادباء العرب والأجانب، من ضمنهم عدد من الادباء والمفكرين المغاربة، فضلا عن توقيع العديد من الإصدارات الجديدة وتنظيم العديد من الامسيات الشعرية.
كما يتضمن تنظيم ندوات ثقافية ولقاءات فكرية تتناول قضايا راهنية مثل “مستقبل العرب في عالم متغير”، و “الإرهاب السيبيراني وآليات مكافحته” و “ترسيخ حقوق الملكية الفكرية في الدول العربية” و “دور النشر في حماية المجتمع العربي من الفكر المتطرف والإرهاب” و “تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في الشق الثقافي” و “تمكين المرأة في المجالين الفكري والثقافي”.