تسود حالة الحداد كولومبيا إثر انزلاق هائل للتربة أوقع أكثر من مئتي قتيل ومئات المفقودين والجرحى نتيجة أمطار غزيرة تنهمر على منطقة الأنديز وقد شملت أيضا البيرو والإكوادور. في حين انقطعت إمدادات الطاقة ومياه الشرب تماما عن المناطق المأهولة المنكوبة. وأحصى الصليب الأحمر 206 قتلى و202 جريح و220 مفقودا بعد الكارثة التي ضربت في وقت متأخر من ليل الجمعة مدينة موكوا مقر منطقة بوتومايو بجنوب كولومبيا، مع احتمال ارتفاع حصيلة الضحايا. وكتب الرئيس خوان مانويل سانتوس على تويتر “قلوبنا مع عائلات الضحايا والأشخاص المتضررين جراء هذه المأساة”، وقد توجه إلى الموقع حيث تولى قيادة عمليات الإغاثة. وأعلن الرئيس حالة “الكارثة الرسمية” من أجل “تسريع” عمليات الإنقاذ. وقال سانتوس “للأسف، الأرقام الجديدة تصل إلى 193 قتيلا و202 جريح”، في حين أوضح مسؤول في الصليب الأحمر أن الرئيس يحصي عدد الضحايا الذين تم التعرف إلى هوياتهم جراء انزلاق التربة التي غمرت موكوا نتيجة ارتفاع منسوب النهر في المدينة. وتحدث مدير جهاز الإغاثة في الصليب الأحمر سيزار أوروينيا عن كارثة “هائلة الحجم”، موضحا أنها شملت 300 عائلة ودمرت 25 مبنى سكنيا وألحقت أضرارا بالغة بـ17 حيا.
وكانت السلطات المحلية قد ذكرت أن فرق الإنقاذ تمكنت من استخراج 93 جثة، بينهم نساء وأطفال. وتوجه سانتوس إلى موكوا برفقة عدد من الوزراء من أجل الإشراف على عمليات الإنقاذ.
ووقع الانهيار ليلا، فأدى لزيادة عدد الضحايا الذين كانوا نياما في منازلهم بالمدينة. وقال الصليب الأحمر إن هناك نحو مئتي شخص في عداد المفقودين. وأشار الصليب الأحمر إلى إصابة 400 شخص بجروح، إضافة إلى اعتبار 220 شخصا في عداد المفقودين نتيجة انزلاق ضخم للتربة بسبب ارتفاع منسوب نهر موكوا وروافده الثلاثة فغمرت المياه المدينة البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة. وقال المدير العام للإغاثة في الصليب الأحمر الكولومبي سيزار أوروينا إن حصيلة الضحايا “ترتفع بسرعة مخيفة”. أما حاكمة منطقة بوتومايو سوريل أروكا فتحدثت عن “كارثة غير مسبوقة”، مضيفة أنه “لم يتم العثور بعد على مئات الأسر، وهناك أحياء بكاملها لم تعد موجودة”، وأشارت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث إلى تضرر 300 أسرة على الأقل. وفي الصور التي نقلها التلفزيون بدت المدينة وقد غمرت الأوحال شوارعها بينما يحاول عسكريون إنقاذ أطفال من الركام وسط حطام السيارات. وشكلت السلطات مجموعة أزمة تضم مسؤولين محليين ووحدات عسكرية وفرقا من الشرطة والإغاثة لتنظيم أعمال البحث عن المفقودين وبدء إزالة مئات الأطنان من الركام.