إصرار طالب قاده إلى متابعة الحصة الدراسية من خارج قاعة الدرس
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 21 أبريل 2015
أمس اﻹثنين الموافق لـ20/04/2015 وبعد أن اتصل بي أحد الطلبة يعلمني أن الدراسة قد استأنفت (نظرا لوجود المقاطعة)، التحقت مباشرة بمحطة المواصلات وقطعت مسافة 22 كيلومترا وصولا إلى الجامعة، وقد وصلت متأخرا بعض الشيء…
فلما طرقت باب القاعة ودخلت لم يسمح لي اﻷستاذ بالدخول… ففكرت مليا ما عساني أفعل وأنا حريص جدا على حضور الدروس وأحس بنقص كبير عندما أتغيب ولو لطارئ…
المهم خطر ببالي أن أستمع للمحاضرة من خارج القاعة.. وذلك الذي حصل؛ فأخذت طاولة وكرسيا كانا في الخارج، وذهبت قرب القاعة جنب أحد نوافذها وأنصت بإمعان للمحاضرة بأكملها، وكان الصوت واضحا جدا، وكأني في الداخل، ﻷن المكان الذي جلست فيه كان محاذيا لمكتب اﻷستاذ من الخارج…
المهم سجلت 80% من المعلومات بدقة وبترتيب متناسق… وقلت في نفسي: “لو حصل ودخلت للقاعة ما سجلت كل تلك المعلومات كما هي العادة” (ابتسامة)…
وكان الطلبة يمرون بجانبي وينظرون إلي باستغراب… ونظراتهم كأنها تقول: “(هل هذا كله حرص على طلب العلم.. وبزااف بلا تعياق!!!)، فأقول لهم في نفسي: (راه ماشي لخاطري وراه كاينة ظروف)، فالذي لا يعلمونه أنه نظرا للمقاطعة لم تنجز إلا بضع محاضرات وفيها سيكون الاختبار النهائي.. فكانت نظراتهم تضايقني…
المهم رآني بعض الطلبة ممن يعرفونني شخصيا فلم يتمالكوا أنفسهم من الضحك، وأصر طالب أن يلتقط لي صورة؛ قال لي: حتى أذكرك بهذا الموقف في مستقبل اﻷيام…
وللمعلومة كانت أحسن حصة قضيتها طيلة مكوثي في الجامعة ولن تنسى بإذن الله…
هكذا كتب طالب في حائط حسابه في الفايسبوك مع الصورتين، قبل أن ينهي منشوره بـ: “مع تحيات منسق شعبة الدراسات اﻹسلامية بكلية اﻵداب والعلوم اﻹنسانية/مكناس/عزالدين بنشهبة”.