أهل بيت نبينا في دين الشيعة

04 مايو 2015 15:40
أهل بيت نبينا في دين الشيعة

أهل بيت نبينا في دين الشيعة

إبراهيم الصغير

هوية بريس – الإثنين 04 أبريل 2015

أخرج الإمام مسلم من حديث زيد بن أرقم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفاً عليه أنه قال: (ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته).

وهكذا باقي الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يرقبون النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته ويحفظون وصيته فيهم، يحبونهم ويتقربون إلى الله بحبهم، ويجعلونه واجبا من واجبات دينهم، فيتولونهم وينزلونهم المنزلة اللائقة بهم، دون الجفاء في حقهم، والغلو في مكانتهم، وعلى هذا المنهج سار أهل السنة وجماعة المسلمين.

ولم يخالف في ذلك إلا الشيعة الروافض الذين يبغضون أهل البيت ويعادونهم، ولا يحفظون وصية نبينا فيهم.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض حديثه عن هذه الوصية: «وأبعد الناس عن هذه الوصية الرافضة، فإنهم يعادون العباس وذريته، بل يعادون جمهور أهل البيت ويعينون الكفار عليهم» (مجموع الفتاوى 4/419).

فعداوة الشيعة الروافض لصاحب البيت وأهله ودينه من الخبائث المنكوتة في قلوبهم، يبطوننها ويظهرون خلافها، ويتظاهرون بأن دينهم مبني على حب آل البيت، وظلوا زمنا طويلا يلبسون على الناس بهذه الفرية العظيمة، حتى انكشف حالهم وتعرت معتقداتهم.

وعملا بالمثل القائل «رمتني بدائها وانسلت» غطى الشيعة الروافض على هذه الحقيقة باتهام مخالفيهم بها، فصنعوا عداوة زائفة بين الصحابة  وآل البيت، وألبسوا أنفسهم عباءة الدفاع عنهم، والمرافعة ضد من جعلوهم خصوما ممن يسمونهم كذبا وتضليلا بالنواصب.

هذا الاسم الذي لا ينطبق حقيقة إلا عليهم، فهم الذين أرادوا تشويه صورة أهل البيت، من خلال ما رسمه لهم معمموهم عنهم، وما وضعوه لهم من روايات شنيعة، شوهتهم هم أنفسهم وما زادت صورة أهل البيت إلا رفعة وتشريفا.

روايات نرفضها جملة وتفصيلا لتعارضها وعقيدتنا المرضية في نبينا وعترته الطيبة، وقد تجاوز منها -في هذه المحاولة- ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم، لمرورها معنا قريبا في «وكذلك أساء معممو الشيعة إلى نبينا» و«نبينا في دين الشيعة»، وكذا زوجه عائشة أم المؤمنين، التي ذكرتها قريبا في «صحابة نبينا في دين الشيعة».

لتبقى الروايات المتعلقة بعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم جميعا.

علي بن أبي طالب في دين الشيعة

إنه ابن عم رسول الله، وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها، ووالد سبطيه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، له في الإسلام سبق عظيم، وذكر جميل، أول من أسلم من الصبيان، وتربى في بيت النبوة، الذي حبه إيمان وبغضه نفاق وشقاق، صاحب المناقب الغزيرة  والفضائل الكثيرة…

فضائل تعد -عند أهل السنة والجماعة- حقائق ثابتة لا تحتاج إلى مزيد كذب وكثرة افتراء لإثباتها، فكتبنا عامرة بذكر فضائله ومناقبه، وإنزاله المنزلة اللائقة به بلا تفريط ولا إفراط.

هذه مكانته في دين الإسلام، فكيف بها في دين الشيعة:

– يفتري معممو الشيعة على علي -رضي الله عنه- أنه قال: «أنا الأول وأنا الآخر وأنا الظاهر وأنا الباطن وأنا وارث الأرض» (رجال الكشي ص:138).

– ويعتقدون بأن الرب هو الإمام الذي يسكن الأرض، ففي «مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار» (ص59): أن علياً كما يفترون عليه قال: «أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به».

– وفي الزيادة الجامعة الكبيرة لأحمد الأحسائي (1/70)، كذبا وافتراء: (في هذه الإشارات الإشارة بقول علي -عليه السلام-: «أنا فرع من فروع الربوبية».

فهل يرضى علي رضي الله عنه بهذا الغلو؟

وإذا لم يكن هذا طعنا فيه فماذا يكون؟

ويروي معممو الشيعة أن عليا -رضي الله عنه- «أنه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد، والنبي بينهما، ثم يقوم النبي يصلي الليل، وعلي وعائشة في فراش واحد وفي لحاف واحد» (بحار الأنوار2/40).

ثم يحكمون في كتبهم بالزنا على من ارتكب هذا الفعل، ففي الكافي 7/181: «من وُجد مع امرأة في لحاف واحد يقام عليهما حد الزنا».

ويتهمونه بالنظر بين رجلي امرأة أجنبية (بحار الأنوار303/4)، وأنه جبان لا يغار على أهله لاكتفائه بالتفرج على مسرحية مظلومية الزهراء المزعومة (كتاب سليم بن قيس 2/250)، وهو عندهم بعوضة (تفسير القمي1/35)، وهو الدابة (تفسير القمي2/130)، ويقولون عن زواج ابنته أم كلثوم من عمر -رضي الله عنه- «ذلك فرج غصبناه»!!! الكافي5/336…

خرافات ترفضها الفطر السليمة وتأباها العقول المستقيمة، لم تجد المقر والمستقر والرواج إلا بين أعداء أهل البيت من الشيعة الروافض.

فاطمة الزهراء في دين الشيعة

هذه فاطمة بنت رسول الله، سيدة نساء أهل الجنة، شديدة الشبه بأبيها، وأول أهل بيته لحوقا به صلوات ربي وسلامه عليه، صاحبة المكانة الرفيعة، والمنزلة العالية عند المسلمين.

وهي التي حبها -عندنا نحن أهل السنة- من حب أبيها، وأذيتها وإغضابها من أذية وإغضاب أبيها، الواجب احترامها وتقديرها، المحرم الغلو فيها ورفعها فوق قدرها، المتفق على فضلها عقلا ونقلا.

كل ما ذكر لم يشفع لها رضي الله عنها في دين الشيعة من أن تكون غرضا للاتهام والافتراء والكذب:

– يقول الهالك الخميني: «لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية، امرأة ملكوتية.. لم تكن امرأة عادية بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان.. بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة» (مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني ص23).

– ويروى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فاطمة عليها السلام قالت لرسول الله: «زوجتني بالمهر الخسيس؟ فقال لها رسول الله: ما أنا زوجتك ولكن الله زوجك من السماء» (2/107).

– وفي بحار الأنوار للمجلسي: «…قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه وآله، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها، فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت: يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي صلى الله عليه وآله قلت: حبيبتي أأجفاكم؟ قالت: فمه اجلس واعقل ما أقول لك» (43/61).

– ويصفها التبريزي الأنصاري في «اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء»، ص234، بوصف يستحي من ذكره أهل المروءة فضلا عن أهل الإسلام.

– وأشنع منها ما ذكر في فعل النبي صلى الله عليه وسلم بفاطمة كذبا وزورا (بحار الأنوار 43/78).

– ونسبوا إليها -كذبا وزورا- «أنها تقدمت إلى أبي بكر وعمر بقضية فدك، وتشاجرت معهم، وتكلمت في وسط الناس، وصاحت، وجمع لها الناس» (كتاب سليم بن قيس، ص253).

– وأنها هددت أبا بكر قائلة: «لئن لم تكف عن عليّ لأنشرن شعري ولأشقن جيبي» (تفسير العياشي 2/67).

– وفي دينهم أن سيدة نساء أهل الجنة كانت غير راضية بزواجها من سيدنا علي رضي الله عنه بسبب فقره وقلة مهره، وأنها كانت تشتكيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكثرة إنفاقه ماله على الفقراء.

وكلها افتراءات لا تنال من مكانتها رضي الله عنها وأرضاها، عند من يتقرب إلى الله بحبها وبقية أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين.

الحسن والحسين في دين الشيعة

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وسبطا رسول الله وريحانتاه، ابنا علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما، ولمجرد أنهما من آل البيت الأطهار كان لهما نصيبهما من سهام الرافضة كذبا وافتراء عليهما، فاحتقروا وقللوا من شأن الحسن، ورفعوا الحسين فوق قدره وغلو فيه غلوا فاضحا، في محاولة بائسة للنيل من سمعته النقية وسيرته المرضية.

فالحسن رضي الله عنه وأرضاه، في منزلة أقل من أخيه عند القوم، بل منهم من يحتقره وينعته بأقبح الصفات، وما ذلك إلا لتنازله الحكيم لمعاوية رضي الله عنه بالخلافة حقنا لدماء المسلمين، ولمّا لشملهم وجماعتهم فيما عرف بعام الجماعة، هذا التنازل الذي تسبب بشكل مباشر في تحويل الإمامة من ذريته إلى ذرية الحسين، وهو الذي أوقع الشيعة الروافض في مآزق عديدة دفعت ببعضهم إلى التعبير عنها صراحة في شكل إساءات ممنهجة هذا بيانها:

– روى الكشي عن أبي جعفر أنه قال: «جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يُقال له سفيان بن ليلى، وهو على راحلة له، فدخل على الحسن عليه السلام، وهو مختبئ في فناء داره، فقال له: السلام عليك يا مذلَّ المؤمنين: قال الحسن وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمْرِ الأمة، فخلعته من عنقك، قلدته هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله» (رجال الكشي103)، و(الاختصاص للمفيد؛ ص:82).

– «وأهانوه حيث قطعوا الإمامة من عقبه وأولاده، بل أفتوا بكفر كل من يدعي الإمامة من ولده بعده» الشيعة وأهل البيت، (إحسان إلهي ظهير؛ ص:270).

– ويروي المفيد في «الإرشاد» عن أهل الكوفة أنهم: «شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته، فبقي جالساً متقلداً السيف بغير رداء» (ص:190).

وليس حظ الحسين رضي الله عنه من بهتان الشيعة الروافض بأقل من أخيه وأمه وأبيه، فقد كان له سهم كبير من افتراءات وطعونات القوم:

– يقول محمد بن علي الشجري في «فضل زيارة الحسين» (ص40) – بهتانا وزورا-: قال الحسين بن علي عليه السلام: «من زارني بعد موتي زرته يوم القيامة، ولو لم يكن إلا في النار لأخرجته منها».

– ويفترون على أبي عبد الله -كذبا وزورا- القول: «من زار قبر الحسين بن علي عليه السلام يوم عاشوراء عارفا بحقه، كان كمن زار الله عز وجل في عرشه» (كامل الزيارات؛ 2/174).

– ثم خذلوه، وأعرضوا عنه، وأسلموه للعدو حتى قتل في نفر من أهل بيته ورفاقه، كما يذكر محسن الأمين: «ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً غدروا به وخرجوا عليه. وبيعته في أعناقهم، وقتلوه» (أعيان الشيعة القسم الأول؛ ص:34).

فهذه هي المكانة الحقيقية لأهل البيت في دين الشيعة، وهذه أوصافهم عند القوم، تجتمع لتنسف فكرة المحبة المزعومة، فلا يحب هؤلاء الأطهار إلا أهل السنة الأخيار، ولا يبغضهم ويعاديهم إلا الشيعة الأشرار.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M