المسلمون هم من اكتشف «طريقة برايل» للمكفوفين
هوية بريس – د. حميد العقرة
السبت 09 ماي 2015
المعروف المتداول أن أول من اخترع طريقة تعلم العميان والمكفوفين هو الفرنسي “لويس بريل” (1809 ـ 1852)، إلا أننا نجد الإمام أبا محمد بن حزم رحمه الله (ت456) يحدثنا كيف كان المكفوفون في الأندلس وكيف كان والد مؤدبه أحمد بن محمد بن عبد الوارث يعلم مولودا له، حيث يقول:
[ولقد أخبرني مُؤَدبي أحمدُ بن محـمد بن عبد الوارث رحمه الله أن أباه صور لمولود كان له أعمى وُلــد أكمـه حروف الهجاء أجراماً من قير ثم ألمسه إياها حتى وقف على صورها بعقله وحســه، ثم ألمسه تراكيبها وقيام الأشياء منها حتى تشكل الخط، وكيف يستبان الكتاب، ويقرأ في نفســه، ورفع بذلك عنه غمة عظيمــة] اهـ (التقريب لحد المنطق..) (ص:596).
القيرُ والقارُ: لغتان وهو صُعُدٌ يذابُ فيُسْتَخْرَجُ منه القارُ وهو شيء أَسود تطلى به الإِبل والسفن يمنع الماء أَن يدخل ومنه ضرب تُحْشَى به الخَلاخيل والأَسْوِرَةُ وقَيَّرْتُ السفينةَ طليتها بالقارِ، وقيل: هو الزِّفت.
وقال الزِّرِكْلِي في ترجمة: زين الدين الآمدي علي بن أحمد بن يوسف بن الخضر الحنبلي المتوفى 714هـ:
أول من صنع الحروف البارزة.
…كان كلما اشترى كتابا أخذ ورقة وفتلها فصنعها حرفا أو أكثر، من حروف الهجاء، لعدد ثمن الكتاب بحساب الجمل، ثم يلصقها على طرف جلد الكتاب ويجعل فوقها ورقة تثبتها، فإذا غاب عنه ثمنه مس الحروف الورقية فعرفه.
وعلَّق الزركلي في الحاشية:
وفي المجلد السادس من مجلة “المقتبس” بحث لأحمد زكي باشا قال فيه:
إن زين الدين الآمدي سبق “برايل” إلى اختراع طريقته في الكتابة بنحو ستمائة سنة، لأن برايل الفرنسي اخترع طريقته في نحو سنة 1850م (الأعلام 4/257).
ولم لا يكون “لويس بريل” استفاد من كتب المسلمين في هذا الاختراع، ولهذا نظائر، وما تطور الغرب إلا على ظهر العرب الصلب، نسأل الله أن يعيد المجد للمسلمين.