ماذا جنى المصريون من السيسي خلال العام الأول من حكمه؟
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 26 ماي 2015
يقف المصريون، مع قرب اكتمال العام الأول من حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمام أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، ربما توقعها البعض، لكن آخرين لم يكونوا يتوقعون، أو يتمنون الوصول إليها.
وطرح السيسي الذي كان وزيرا للدفاع عندما أطاح بـ محمد مرسي – في خطاب عزله – خارطة طريق تضمنت إنهاء الانقسام وإنجاز مصالحة وطنية ووضع ميثاق شرف إعلامي يمنع التلاسن والتحريض، مؤكدا أن الشعب المصري “لم يجد من يحنو عليه” وأن الجيش لا يطمع في استعادة السلطة، التي أسقطته ثورة 25 يناير 2011 من على عرشها الذي تربع عليه نحو ستين عاما.
وتقوم الروايات التي تبناها إعلاميون وساسة مؤيدون للسيسي على أن الرجل القادم من على رأس أهم وأقوى مؤسسة بالدولة سيكون وحده القادر على ضبط إيقاع الحكومة، ورفع الأداء الرسمي بما يخرج البلاد من عثرتها الاقتصادية والسياسية من جهة، وينتشل المواطن من أتون الأعباء الذي زادته الأزمة السياسية اشتعالا.
لكن العام الذي أمضاه بالحكم وضع الجميع أمام حقائق تجلت شيئا فشيئا مع تقليص الدعم وتدهور الاقتصاد وغياب الأمن، ناهيك عن الأزمة السياسية التي تتفاقم ساعة بعد ساعة في ظل حلول السيسي القائمة على القمع والقتل والسجن، برأي البعض.
ويرى المواطن المصري محمود بكري (36 عاما) أن “كل من صدقوا السيسي في البداية يندمون الآن، لأنهم أدركوا أنه ما جاء إلا لإعادة دولة العسكر التي كانت تجابه السقوط”.
وقال بكري الذي يعمل سائقا “لم أكن أتوقع من السيسي إلا ما قام به، وأعلم أنه يمضي لما هو أسوأ” مشيرا إلى أن سياسة سحق الطبقات الفقيرة لصالح الغنية من جهة، ونشر الفوضى والتخويف من جهة أخرى، تجعلان سقوطه مسألة وقت”.
أما الحاج علي (55 عاما) الذي كان واحدا من أشد مؤيدي السيسي، فقال للجزيرة نت “في البداية كنت أظن أننا سنعبر مرحلة الفوضى والركود خلال شهرين أو ثلاثة، لكن بعد عام كامل صرنا من سيئ لأسوأ ” مضيفا “حتى المؤتمر الاقتصادي لم يحقق لنا شيئا ملموسا.. استثمار بالكلام ليس إلا”.
وأكد علي الذي يعمل حلاقا “هذا الرجل اتخذ الطريق الخطأ، وفرض على المواطنين أعباء اقتصادية لا يمكنهم تحملها، كما أنه يريد القضاء على التيار الإسلامي” مضيفا “لا أمل له أو لنا إلا بتحقيق مصالحة حقيقية، وإجراء انتخابات برلمانية، وضبط أداء الإعلام، ولا أعتقد أن ذلك سيحدث قريبا”.
بينما يرى أحمد رفعت (صاحب مقهى) أن السيسي “شرع في تنفيذ مشروعات عملاقة لكنها تحتاج لصبر وتعاون، والاستقرار يحتاج إلى تراجع من المعارضة الإسلامية التي تعيق الرجل بممارستها”. وإن كان يستطرد مؤكدا أن “القرارات الاقتصادية التي اتخذها السيسي زادت العبء على البسطاء، وأكدت أنهم خارج حساباته، كغيره ممن حكموا مصر”، وفقا لمفكرة الإسلام.