الغيرة مظلتنا الواقية فهل يخرقها «موازين»؟؟!

30 مايو 2015 13:19
الغيرة مظلتنا الواقية فهل تخرقها موازين؟؟!

الغيرة مظلتنا الواقية فهل تخرقها موازين؟؟!

د. رشيد نافع

هوية بريس – السبت 30 ماي 2015

قال ابن دقيق العيد رحمه الله:

“ما تكلمت كلمة…

ولا فعلت فعلا…

إلا أعددت له جوابا بين يدي الله…!!”.

إن الغيرة إذا تمكنت في النفوس كان المجتمع كالطود الشامخ حميةً ودفاعا عن الأعراض، ولذلك قيل: “كل أمة وضعت الغيرة في رجالها، وضعت الصيانة في نسائها”.

إن من صفات المؤمن الحق غيرته على وطنه وأهله، وقد ورد وعيد شديد فيمن لا يغار على أهله كما في الحديث الصحيح.

فالمؤمنُ الحقُ غيورٌ بلا شطط يغار على محارم الله أن تنتهك، وفي الحديث أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال كلاماً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم دل على غيرته الشديدة فقال صلى الله عليه وسلم: “أتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغير منه، والله أغير مني“، ويقول صلى الله عليه وسلم: “لا أحدَ أغيرُ من الله، ولذلك حرم الفواحش، ما ظهر منها وما بطنرواهما البخاري. ويقول صلى الله عليه وسلم: “إن المؤمن يغار والله أشد غيراًرواه مسلم.

إن من أسباب تضييع الأعراض المهرجانات الماجنة التي قد وصلت بها الرذيلة إلى عرض الفاحشة في أقبح صورها “موازين نموذجا”!! إعلان للفحشاء بوقاحة كما عرضت ذلك “دوزيم” في تحد سافر على مثل وقيم المغاربة، وإغراق في المجون بتبجح.

أغان ساقطة، ومناظر آثمة، وسهرات فاضحة، ورقص داعر، وملابس عارية، وعبارات مثيرة، وحركات فاجرة.. كل ذلك يسوق الناشئة على درب التحلل والانسلاخ من الهوية تحت ذريعة الترويح عن الشعوب وبزعم الإبداع والفن.. وما هو بفن ولا إبداع ولا ترويح إنما هدم للقيم وإلهاء للشعوب وهدر للأموال.

إن مثل تلك المهرجانات والحفلات، تمثل مبارزة لله بالمعاصي وهو ما يعد نذير شر وجلب لسخط الله -سبحانه وتعالى-.. ثم إن ذلك يفتح المنافذ والأبواب أمام الموجات اللاأخلاقية التي تفترس الأجيال وتلقي بها في مهاوي الرذيلة الأمر الذي يصب في تشكيل مجتمعات ضعيفة أخلاقياً، هشة في بنيانها الثقافي، مقطوعة الصلة بربها ودينها وقيمها.. فتصبح لقمة سائغة لموجات الغزو الثقافي والتغريبي.. “‏‏وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا” وتلك هي الخطوة الأولى التي تؤدي إلى سقوط الأوطان في براثن التبعية الاستعمارية.

كان الأحرى أن توفر تلك الميزانيات المخصصة لتلك المهرجانات والحفلات الهابطة لضخها في مشاريع التنمية المعطلة وإيجاد فرص عمل للشباب لإنقاذه من براثن البطالة القاتلة نفسياً ومعنوياً،وإنقاذ الشباب الضائع من الانحرافات والإدمان والجريمة، وإدخال التقنية الحديثة إلى نظم التعليم وتحديث البنية التحتية ووضع خطط النهضة محل التنفيذ، وتحسين خدمات القطاع الصحي، و..و..و….. لكن للأسف الشديد تم إعطاؤه جهداً ووقتاً ومالاً أقل.. بينما تم تقديم الرقص والغناء والمجون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إن الأعراض إذا لم تُصن بالعفاف والحصانة واحترام القيود التي شرعها الإسلام وسَنها في علاقة الجنسين فإنها ستأكل بلا عوض ولا أثمان وعندها لا ينفع بكاء ولا ندم، واللوم أولاً وأخيراً يقع على أولياء البنات الذين ألقوا الحبل على غاربه، وأرخوا لبناتهم العنان…

أتبكي على لبنى وأنت قتلتها***لقد ذهبت لبنى فما أنت صانع

اللهم احفظ نساء المسلمين من كيد الكائدين، وتربص المتربصين، واجعلهن هاديات مهديات بالصحابيات مقتديات وعن الضلال معرضات، وللكتاب والسنة مقتفيات، اللهم أقر أعيينا برؤية زرع أخلاق الإسلام وقد استوت على سوقها، تعجب الزراع لنغيظ بها أهل الزيغ والشهوة..

وختاما أقول: “لن نمل من التحذير”

لا نمل من التحذير من المخطط الرامي لاقتلاع منظومة الثوابت والقيم والأخلاق السامية التي حمت وطننا المغرب طوال تاريخه العريق من حملات التذويب والغزو الفكري، كما لا نمل من التحذير من المخطط القديم المتجدد لإفراغ مجتمعاتنا من الدين والعقيدة والقيم، حتى تصبح كالسائمة تقودها شهواتها إلى مهاوي الهلاك، “واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون“.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M