خطير بالفيديو: «لشكر» يصف حديث النبي صلى الله عليه وسلم بـ(المثلة الجاهلية)
هوية بريس – نبيل غزال
الأربعاء 03 يونيو 2015
استقبل برنامج «الضيف الأول» الذي ينشطه الصحفي تيجيني، إدريس لشجر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، حيث دافع لشكر بقوة عن الفيلم “الزين اللي فيك” المثير للجدل الذي منع من العرض في قاعات السينما بسبب مسه بسمعة المغرب والمغربيات.
واعتبر إدريس لشكر الذي طالب في وقت سابق بتغيير حكم الله تعالى في الإرث وتجريم التعدد، أنه ليس من حق أحد أن يكون وصيا على الفن والإبداع والشعب المغربي، وأن الرباط تقدم نموذجا للعالم على أنها استثناء لكونها استطاعت أن تقدم خمس محطات للفرجة المختلفة.
وتأسف لشكر لكون الجحافل التي تخرج بمئات الآلاف بعد منتصف الليل آمنة دون أن تُغتَصب واحدة أو أن يطال العنف أحدا اختزلت في سيقان عارية لمطربة.
هذا واختتم لشكر تدخله بانتقاد حزب التقدم والاشتراكية المشارك في حكومة بنكيران، ومواقفه المتماهية مع العدالة التنمية بقوله: (اختار أن يكون مرافعا، ويطبق المثلة الجاهلية: “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”).
أكيد أن لشكر إضافة لكونه يسبح ضد التيار وهو لا يجيد ذلك، ويسوق لأيديولوجيا علمانية دخيلة لا تعير اهتماما على الإطلاق لمخالفة مثل هذه الأفلام والمهرجانات لصريح الدين والقيم والأعراف التي عاش عليها المغاربة، فهو يمارس السياسة، ويحاول أن يجد لنفسه موطأ قدم في خضم القضايا المجتمعية.
فالمعارضة اليوم؛ مشاكلها لا تعد ولا تحصى، وأعظم مصائبها أنها عاجزة عن مواكبة التغيرات التي يشهدها المغرب، وسير الحكومة الحالية، وخاصة خطاب رئيسها عبد الإله بن كيران، الذي بات يقنع في كل جلسة شهرية، ويأتي على أسئلة المعارضة ومخاتلاتها بشكل يجعلها في كل مرة عرضة للتندر والسخرية، ما دفعها دفعا إلى المطالبة بالتحكيم الملكي.
فالرفيق إدريس لشكر مرجعيته تلزمه بمعاداة الدين وفق فهم السلف الصالح؛ أقصد الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، والقبول بما فوق العروض الجنسية لـ”جينفر لوبيز” بموازين و”نهى” بفيلم عيوش، وهذا ليس تجنيا؛ فقد أعلن ذلك صراحة في برنامج “مباشرة معكم” على القناة الثانية، حيث نادى بضرورة (تحيين المشروع الاشتراكي الديمقراطي، ثم الإصلاح الدستوري وفق التصور العقلاني التنويري وليس الإسلامي الظلامي الذي يعيد طقوس السلف الصالح).
لا أريد الوقوف مع جهل لشكر الكبير بالواقع، حين ادعى أنه لا أحد ممن يحضر موازين يغتصب أو يطاله عنف..، لأن مليونير الطبقة العاملة لو تخلى عن سيارته الفارهة لساعة، وانتقل من منصة واد أبي رقراق في اتجاه سلا مثلا، لهاله ما سيرى.
كما قلت لا أريد الوقوف مع هذه المزايدات الفارغة، بقدر ما أريد أن أقف مع وصف لشكر لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ(المثلة الجاهلية).
فالمقولة التي استدل بها المثير للجدل؛ الذي شق صف اليساريين إلى قسمين في آخر تدخله؛ هي حديث رواه البخاري في صحيحه، حيث قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا، كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ) (رواه البخاري 6952).
واستدلال لشكر الخارج عن الإطار يؤكد أن اليساريين والعلمانيين عموما يعانون من قطيعة إبستمولوجية مع تراثهم، وغالب معلوماتهم عن الدين إنما هي نتف من هنا وهناك، أو شبه مثارة، أو معلومات خاطئة، أو أحاديث غير ثابتة.
كان لشكر بالأمس ضد الحراك الشعبي المعارض لمهرجان موازين وفيلم “الزين اللي فيك” ولأعمال أخرى مماثلة، وأكيد أن اختيار الكاتب الأول لحزب الوردة الدفاع عن هذه الأفلام الإباحية سيكلفه غاليا على المستوى القريب والبعيد، وسيزيد من معاناته في الاستحقاقات القادمة.