لشكر يهرف بما لا يعرف
د. رشيد نافع
هوية بريس – الإثنين 08 يونيو 2015
توقفت أمام هذه المقولة وتعجبت كثيرا من أمرين أولهما أزمة الضحالة العلمية لدى لشكر الاشتراكي، ثانيهما مواصلة هذا الاشتراكي انتقاص السنة النبوية، وإيذاء المؤمنين في نبيهم ومهابته في نفوسهم، أي قلوب هذه التي مات فيها توقير رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يبرد بعد لهيب جريرة لشكر في التهكم بأحكام الإرث، حتى جاء الآن يبعث الفتنة من جديد.
والله إنني أشعر بالغثيان حين يهان الحديث النبوي بهذا الإسفاف، فهذا هو جنس علمه، وهذه هي طبيعة احتجاجاته كعادته، والحمد لله على العافية. والمرء حين يقارن أحوال الكبار في طول طلبهم للعلم وكمال ورعهم وتصونهم وتحريهم، ويقارنه بلشكر مثلا الذي بنى رأيه على مقالات أنترنيتية، ونقول حاطب ليل؛ فإنه لا يستطيع أن يمنع ذهنه من تذكر قوله تعالى :”أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ” (التوبة:109).
ملخص القول أن فكرة لشكر واضحة وهي وصفه لحديث البخاري بأنه “مقولة جاهلية” إنما أراد به الدفاع عن النبي وليس القدح فيه، وأن لا ينسب للنبي ما يسئ إليه، وهذه حجة مستهلكة للعَلمانيين يتسترون بها في تحريف الشريعة، وسيأتي هؤلاء تدريجياً وسيجحدون كل حكم شرعي يتعارض مع الثقافة الغربية باسم الدفاع عن النبي حتى لا ينسب إليه ما يسئ لصورته في الإعلام الغربي، وهكذا تلغى أحكام المرأة، وأحكام الإرث، وأحكام الكافر، الخ باسم الدفاع عن الإسلام من أن تتشوه صورته في الوعي الغربي.
والمراقب إذا رأى هؤلاء كيف يتجرأون في وصف حديث الرسول بأنه جاهلي، ويصرون على ذلك، ثم إذا قارن ذلك بهلعهم وارتعاد فرائصهم إذا ذكرت عبارات بعض أسيادهم الغربيين الكبار وكأنها وحي منزل، تعجب ولا ينقضي عجبك كيف صارت منزلة هؤلاء أعظم في قلوبهم من منزلة ملك الملوك سبحانه وتعالى؟، والله تعالى يقول: “لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ” (الحشر:13).