جبل بوكافر معلمة تاريخية وسياحية رسمت فوقه ملامح بطولية خالدة
هوية بريس – محمد ايت حساين (تنغير)
الجمعة 19 يونيو 2015
يتمتع إقليم تنغير بمزايا ومقومات تاريخية وجغرافية جعلت منه مقصدا سياحيا للسياح في جميع فصول السنة، لوجود الأماكن والمواقع السياحية والأثرية المشهورة والتي يعرفها القاصي والداني مثل جبل بوكافر، مضايق دادس وتودغى، والقصور.. بالإضافة إلى مناظر خلابة كالحقول الزراعة والجبال المرتفعة.
إلا أن هناك أماكن سياحية جميلة جدا لم يأت ذكرها في وسائل الإعلام إلا نادرا، وبالكاد تكون معروفة لسكان الإقليم أو المدينة أو القرى أو المغرب بشكل عام، حيث يوجد العديد من المواقع التي خفيت على الكثير من المواطنين ويرتادها عدد لا بأس به من السياح الأجانب.
وللوقوف على عدد من تلك الأماكن السياحية والأثرية والتاريخية، ارتأينا أن نبرزها حتى يعرفها الناس لتشجيعهم على أن تكون مقصدهم في رحلاتهم الداخلية، وهذا من خلال حلقات سننشرها كل ثلاث مرات في الأسبوع وطيلة شهر رمضان الأبرك.
جبل بوكافر معلمة تاريخية وسياحية
جبل بوكافر يتميز بإطلالة تاريخية حيث رسمت فوقه ملامح بطولية خالدة خاضتها قبائل ايت عطا ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1933، حيث اختارت القبائل المجاهدة هذا المكان الذي تبلغ قمته حوالي 2275 مترا نظرا لأهميته الاستراتيجية ومناعته وحصانته وصعوبته الوعرة.
وهو ما جعله يستقطب عددا كبيرا من الزوار كل سنة، وأصبح معلمة سياحية تاريخية وأثرية، ومن أبرز المعالم السياحية الطبيعية والتاريخية بإقليم تنغير، وأكثر المواقع التاريخية شهرة، ويقع على بعد حوالي 90 كلم عن مدينة تنغير.
الجبل يتكون من صخور رسوبية ويتميز ببعض الكهوف ذات الطبيعة المناخية المتميزة، وطبيعة جبل بوكافر وخاصة التجويفات الصخرية تثير المتعة والتأمل لدى الزائر، فالصخور التي نحتتها الطبيعة وعوامل التعرية بأشكال مختلفة أعطت المكان مزيدا من المتعة والرهبة، في حين أعطت الأودية الصغيرة وبعض الكهوف المتشعبة مزيدا من الغموض للمكان.
ولعقود من الزمن لتاريخ جبل بوكافر التاريخي الذي تربع فوق واحة تطوقها الجبال، احتفظ بالعديد من الأسرار الغامضة التي ظلت تنتقل بين الأجيال كأنها الأساطير وبقدر ما كان الجبل يشمخ فوق الواحة الجبلية، فقد أضاف للذاكرة التراثية مزيدا من الإثراء في الموقع والقصة والمعالم، وتعد الطبيعة المناخية لجبل بوكافر واحدة من أكثر ما يثير الدهشة لدى زواره من الداخل والخارج، فالجبل يمتاز بظاهرة انخفاض درجة الحرارة فوقه صيفا، كما يستمتع الزائر ببعض المغارات المتراصة والمفتوحة على بعضها والتي تشكل أخاديد وجيوبا تتشعب في مختلف الاتجاهات وتعطي بعدا دراميا للمكان.
وقد توقعت مجموعة من الفعاليات الحقوقية الإقبال المتزايد لهذا المعلم التاريخي لما أخذ من طابع سياحي كبير، ونوهوا بمجهودات السلطات الإقليمية والمحلية من خلال الاهتمام بهذا المعلم التاريخي، وطالبوا من جميع المتدخلين إعطاء المزيد من الرعاية لهذا المعلم الذي كان ومازال حضارة تغازل الاستمرار السياحي بالإقليم.
للإشارة هناك كتب تتحدث عن جبل بوكافر وعن المعارك التي خاضتها قبائل ايت عطا فوقه ومن بين أهم هذه الكتب، كتاب “أوراق بوكافر السرية” للزميل ميمون أم العيد.