قد جاء الضيف الكريم بعطاياه فأقبلوا
حميد لحمويد*
هوية بريس – الإثنين 22 يونيو 2015
إخوة الإسلام والإيمان هلم بنا نستقبل ضيفنا الكريم فنفوز بنعمه ومكرماته، فرمضان ليس له في الضيوف معادل، ولا لعطاياه مماثل، فهو يغمرنا بفيض منه من قبيل الرحمة والغفران، والفوز والرضوان، كل ليلة في رحاب لياليه زكية وكل يوم من أيامه بهية، لكنه سريع الرحيل عنا وأيامه قليلة العدد كبيرة الأثر عظيمة الأجر قال تعالى: “أياما معدودات“.
فهنيئا لمن استقبله استقبال المدرك لقيمته، الحريص على اغتنامه فهو عظيم الفضل كبير القدر به يرفع الشأن وأي شأن أجمل وأحلى من شأن الصائمين الذين خصهم الله بباب في الجنان لا يكون أبدا لغيرهم. قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم“.
أحباب الله، أهل الله، لرمضان خصائص عدة ومن أجلها وأجملها ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن قال جل وعز: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فلا تهجروا القرآن واتلوه بتدبر وخشوع لتفيض عليكم معانيه بعبرها وعظاتها فتأنس به نفوسكم وتسكن به روحكم فتطمئن وتصفوا قال تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب“.
أحباب الله الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة فيا سعادة من كان للقرآن تاليا ولربه داعيا فتلاوته ترفعه ودعوته تستجاب قال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليومنوا بي لعلهم يرشدون“.
أحباب الله، اعلموا أن ثلاث دعوات مستجابات: منهن دعوتك أيها الصائم.
فهنيئا لمن أكثر الدعاء وعود لسانه الاستغفار وذكر الله أناء الليل وأطراف النهار.
أيها الأحباب رمضان يعرض علينا خيراته فالرابح من نهل من جميعها فبذل جهده فيها واستفرغ وسعه سعيا إليها، أما الخاسر، فهو من عرضت عليه فأبى أخذها وودعنا رمضان ولم يحصل منها إلا الجوع والعطش.
فلنحذر تضييع الفرصة، فمن يدري إذا ما ضاعت أتكون سانحة مرة أخرى.
تقبل الله منا منكم الصيام والقيام وسائر الأعمال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* (مؤطر تربوي).