التعليم بالمغرب.. طريق نحو المجهول!
إبراهيم ايت إبراهيم
هوية بريس – الجمعة 12 شتنبر 2014
في الوقت الذي ينتظر فيه المواطن البسيط أن يتم تيسير وتسهيل الولوج إلى أسلاك التعليم لأبنائه وفي الوقت الذي ينتظر فيه نفس المواطن أن يتم الارتقاء بالتعليم العمومي وجعله من بين المواضيع الأساسية. يطل علينا واقع آخر معاكس تماما لما هو مرجو.
فبعد الحوارات واللقاءات الفارغة والندوات البروتوكولية وتأسيس مجالس لن تكون إلا أصناما تكلف ميزانية الدولة أكثر مما يمكن أن تمول به مشاريع الارتقاء بالتعليم والصحة أيضا.
بدأ الموسم الدراسي الجديد وكله تناقضات فمن يتابع القنوات الوطنية لن يشك في أن قاطرة التقدم جرت معها هذا الوطن الحبيب من خلال تلك النشرات الإخبارية التي طالما أوهمتنا أننا بألف خير.
مند دخول شهر شتنبر وهي تعد ريبورتاجات وتقارير حول بداية الموسم الدراسي الجديد وذلك من خلال التصوير داخل مكتبات المدن الكبيرة وداخل بيوت الأسر الميسورة.. إرتسامات أطفال المدارس الخاصة باللغات الأجنبية وبدون أخطاء إملائية داخل غرف مجهزة بكل الوسائل الأساسية وكلمات أولياءهم كل نجاح وتفاؤل.
في المقابل يغطي ذلك عن واقع كله فشل وتشاؤم حول مصير التعليم بالمغرب ففي الوقت الذي تعاني فيه جل مؤسسات التعليم العمومي من الاكتظاظ وغياب الوسائل الضرورية والذي ولد غياب الرغبة الجادة في العمل كشرت مؤسسات التعليم الخصوصي عن أنيابها واستغلت الوضعية الهشة وتوغلت داخل المجتمع فأصبح التنافس بين الخواص يغري ويدفع المواطنين إلى اختيار التعليم الخاص هربا من مأساة التعليم العمومي. لتلك الأسباب أغلقت المدارس العمومية كإضافة جديدة لدعاة خوصصة التعليم وكمبرر لرجال الأعمال الذين لا يرون إلا مصالحهم المادية ولو كان ذلك على ظهر سبب من أسباب التقدم الفكري والعلمي للشعوب..
طالما عانى التعليم المغربي من التجريب الدائم للنظريات الجديدة والقديمة وعدم الاستقرار على نموذج واحد مناسب للشخصية المغربية. نموذجا منبثقا من واقعه ويحترم خصوصياته التاريخية والجغرافية وفي الوقت ذاته مواكبا للتقدم العلمي ويستفيد من الانتاجات العالمية. طالما عانى التعليم المغربي من إرضاء خواطر من ليست لديهم أية مصلحة في الارتقاء بالتعليم وإنما تجرهم مصالحهم ونزواتهم الخاصة والتي يقضونها على حساب العامة.
ناهيك عن المناطق المعزولة والتي لم تعد تدخل في التقييم. هناك تتضاعف المأساة وتغيب الرؤية ويصرخ الكل ولا أحد يسمع، فالمتعلمون في معاناة، والمدرسون في صدمات، وكل المسئولين في سبات. والإعلام يبيع الوهم باسم الأقلية التي لا تبتعد عن مقرات الإذاعة إلا بضعة أمتار.
ويبقى سبب كل هذه المشاكل أن أبناء الشعب المغربي ليسوا مركزا للتغيير المنشود بل الهدف هو تحسين الصورة أمام المنظمات الدولية ورسم ابتسامة مصطنعة لمواجهة البنوك والدول المانحة. وإلى ذلك اليوم الذي يرد فيه الاعتبار لأبناء هذا الوطن يبقى الخلل ساري المفعول وتبقى التناقضات أمرا جاري به العمل..