بالفيديو.. الشيخ القاضي برهون عن مطلب إلغاء التعصيب في الميراث: هذا الإنسان الضعيف.. كيف يتطاول على خالقه، ويرد شرعه؟!
هوية بريس – إبراهيم بَيدون
استنكر الشيخ القاضي برهون على أصحاب عريضة “المطالبة بإلغاء التعصيب من الميراث”، معتبرا أنهم يتطاولون على الله تعالى خالقهم وعلى شرعه، ويتكلمون بما لا يجوز قبوله.
وقال الشيخ في معرض تفسيره لقوله جل جلاله: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ” (آل عمران:190)، وعند ذكره لقوله سبحانه: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” (الإسراء:70)، “ومع هذا، هذا الإنسان الضعيف، أوله ضعيف وآخره ضعيف، يتطاول على خالقه، ويرد شرعه، ويتكلم في شرعه، بما لا يجوز قبوله حتى من طرف الناس فبالأحرى من رب العالمين.
ليس كل إنسان، ولكن الإنسان الطاغي، هذا الإنسان الطاغي المتمرد على خالقه يرد شرع الله، ما يقبل شرع الله، ويرى (ذلك) كأنه شيء عادي، أزل هذه الكلمة، أزل هذه الآية، هذه ردها، هذه لا تصلح!!”.
وأضاف الشيخ أثناء تفسيره الذي يلقيه بمسجد الساقية الحمراء بحي سباتة-الدار البيضاء “والناس يسمعون (هذه الأيام) الفوضى فيما يخص المطالبة بإزالة العصبة (التعصيب)، والمساواة في الإرث، مساواة الرجل بالمرأة أو الذكر بالأنثى، سبحان الله..
هذه المساواة لم تظهر لنا إلا نحن، الله الذي خلق هذا الذكر والأنثى، وما أعطى نبيه حق تقسيم الإرث بل تولاه بنفسه”.
وتلى الشيخ برهون قوله تعالى: “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ۚ مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12)” (سورة النساء)، وقال بعد ذلك “وآتي أنا العبد الضعيف، وأطلق لساني بلا حياء ولا حشمة، وأقول: يجب إعادة النظر في الإرث!!
يا سبحان الله، ما أعظمك وما أحلمك يا رب، ما أحلمك، ما أعظمك، ما ألطفك، لا إله إلا الله، ألا نستحيي؟! ألا نخاف الله، أن يجمد الدماء في عروقنا فلا نتحرك من أماكننا؟! ألا نخاف أن يجمد الله ألسنتنا فلا نستطيع تحريكها؟!
يا سبحان الله، يا سبحان الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله”.
يشار إلى أنه قبل أسابيع أطلق مجموعة من الفنانين والسياسيين ومعهم بعض المنتسبين للتنوير (التزوير)، عريضة موقعة من طرف مائة شخص، ونداء طالبوا فيه بإلغاء التعصيب من الميراث، بحجة أن الواقع تغير وأن وضعية المرأة في المجتمع تغيرت، ولذلك لم يعد حكم التعصيب صالحا.
وهو النداء الذي ردّ عليه مجموعة من العلماء والدعاة والمفكرين، على رأسهم عضو المجلس العلمي الأعلى د.مصطفى بنحمزة.. وقابله نداء آخر، وقّع عليه لحدود الساعة أزيد من 5 آلاف مغربي، من علماء ودعاة ومفكرين وإعلاميين وسياسيين وأساتذة جامعيين، ونشطاء جمعويين، وعموم الشعب المغربي، رافضين أي مس، بنظام الإرث، ومعتبرين ذلك مسا بالأمن الروحي للمغاربة، وتطاولا على الثوابت الدينية.