معلومات جديدة تعزز سيناريو تصفية خاشقجي بأوامر عليا من السعودية
هوية بريس – وكالات
حصلت الجزيرة على معلومات جديدة تعزز الأنباء المتواترة عن تصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول بناء على أوامر عليا من الرياض، في وقت طلبت فيه تركيا تفتيش القنصلية وبيت القنصل بالتزامن.
والمعلومات الجديدة التي نقلها مدير مكتب الجزيرة في تركيا عبد العظيم محمد عن مصادر تركية تفيد بأنه قبل ربع ساعة من دخول خاشقجي (59 عاما) القنصلية تمت دعوة جميع موظفي القنصلية للاجتماع، وتم منح الموظفين الأتراك إذنا بإنهاء عملهم مبكرا في ذلك اليوم.
كما تفيد بأن الصحفي السعودي عندما دخل القنصلية في الواحدة والربع من ظهر الثلاثاء قبل الماضي كان في استقباله أحد الموظفين، وجرى إدخاله مكتب القنصل العام السعودي محمد العتيبي.
وظل خاشقجي -وفق المعلومات نفسها- ينتظر بالمكتب حتى دخل عليه الفريق الأمني السعودي المؤلف من 15 شخصا، وكانت مصادر أمنية تركية أكدت سابقا أن هذا الفريق قدِم خصيصا من السعودية لتصفية الرجل، الذي تحول منذ غادر المملكة قبل عام إلى منتقد لسياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ووفق المعلومات الجديدة التي أوردها مدير مكتب الجزيرة في إسطنبول، فإنه يعتقد بأن “فريق الاغتيال” السعودي قتل خاشقجي داخل مكتب العتيبي، ثم نقل جثته إلى غرفة أخرى حيث جرى التعامل معها بطريقة ما، وبعد ساعتين ونصف الساعة تم نقلها خارج القنصلية، وعلى الأرجح تم ذلك بواسطة شاحنة صغيرة سوداء معتمة من طراز مرسيدس.
وما تزال هذه السيارة محل بحث، بالإضافة إلى حقائب كان الأمنيون السعوديون اشتروها من السوق المصري بمنطقة “أمنونو” بإسطنبول، ولم يحملوها معهم حين غادروا تركيا.
وما يدعم هذه الرواية ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول تركي كبير أن كبار المسؤولين الأمنيين في تركيا توصلوا إلى أن خاشقجي قتل بالقنصلية، وتم تقطيعه بمنشار كبير جلبه الفريق الأمني السعودي الذي غادر في اليوم نفسه على متن طائرتين خاصتين إلى القاهرة ودبي، ومنهما إلى السعودية.
ووفق المسؤول التركي نفسه، فإن الاغتيال تم بناء على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي السعودي. وكانت مصادر تركية أكدت -في وقت سابق- أن المحققين الأتراك يملكون أدلة ملموسة على تصفية خاشقجي.
وعلى هذا الأساس، يعتزم الادعاء العام في إسطنبول اعتبار ما جرى في قضية الصحفي السعودي جريمة قتل، وفق مدير مكتب الجزيرة بتركيا.
كما تتعزز فرضية تصفية خاشقجي بتصريحات لمسؤولين أميركيين على غرار السناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي أكد اطلاعه على معلومات استخبارية سرية تؤكد القتل، في حين أكد مصدر أميركي مطلع أن الاستخبارات الأميركية رصدت اتصالات بين مسؤولين سعوديين ناقشوا فيها اعتقال خاشقجي أو قتله.
تأخير التفتيش
وقال مراسل الجزيرة إن اتصالات تركية رسمية جارية مع الجانب السعودي للسماح بتفتيش بيت القنصل والقنصلية في آن واحد، وإن طلب التفتيش جاء بناء على معلومات بأن السيارة المشتبه فيها توجهت إلى بيت القنصل بعد خروجها من القنصلية.
ولم ترد السلطات السعودية بعد على طلب تفتيش بيت القنصل، الذي يبعد ثلاثمئة متر فقط عن القنصلية، وبات بدوره موضع شبهة قوية بالنسبة للمحققين الأتراك.
وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن السفارة السعودية في أنقرة طلبت تأخير دخول فريق التحقيق التركي القنصلية في إسطنبول حتى يحضر السفير وليد الخريجي.
وقال مدير مكتب الجزيرة بتركيا إنه لا تفسير لتأخير عملية تفتيش القنصلية، ورجح أن السلطات السعودية ربما تدرس الموضوع بعد ظهور كم هائل من القرائن التي تفيد بتورط الفريق الأمني السعودي، ونقل في الأثناء عن مصدر أمني تركي أن مشاركة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) في التحقيقات التركية ليس واردا بالمرة.
وكانت مصادر تركية قالت أمس إنه يمكن الحفر داخل القنصلية إذا تطلب الأمر ذلك، في حين ذكرت تقارير صحفية أن الأمن التركي فتش جيدا الطائرتين المغادرتين إلى القاهرة ودبي، وأن أجهزة المسح بالأشعة لم تكشف وجود أشلاء في الحقائب.
تسجيلات مصورة
كانت وسائل إعلام تركية نشرت لأول مرة مساء الثلاثاء تسجيلات من كاميرات المراقبة التابعة للأمن التركي في محيط القنصلية السعودية في إسطنبول.
وتُظهر التسجيلات دخول خاشقجي القنصلية السعودية. وفي حين تؤكد أنقرة أن الصور لم تظهر خروج خاشقجي مشيا على قدميه، يقول المسؤولون السعوديون إنه غادر القنصلية.
كما نشرت وسائل الإعلام التركية تسجيلات لوصول الفريق الأمني السعودي أظهرت لحظة هبوط طائرتين خاصتين في مطار أتاتورك الدولي يوم اختفاء خاشقجي في توقيتين مختلفين، وكانتا تقلان 15 شخصا خضعوا للتفتيش بالمطار.
ونشرت صور وأسماء أعضاء الفريق الأمني، وأحدهم يُعتقد بأنه حارس لولي العهد السعودي، وخبير في الطب الشرعي والتشريح.
وبحسب الصور، فقد شوهدت ست سيارات تخرج من مبنى القنصلية بعد ساعتين ونصف الساعة من دخول خاشقجي المبنى، وتوجهت إحدى هذه السيارات إلى منزل القنصل السعودي.
(المصدر: الجزيرة).